============================================================
الذين قال الله ، جل ثناؤه ، فيهم : ( الذين ضل معيهم في الحماة الدنما وهم يحسون أنهم يحون (1)، وقد فهمنا ما ذكرت، من فريتك على الله، عز وجل عما قلت، ومن أن الله خلق أفعال العباد، فخلق الكفر والايمان، والطاعة والمعصية، عملا من العباد، ولم يفعل ذلك، زعت، على وجه ما فعله العباد، فقد اجبناك على أشباه هذه المسالة، فى غير موضع.
ومن جوابنا لك، أن المسالة القاطعة، التى سالناك فيها عن أيها افضل : أفعل الله الذى ليس للعباد فيه اكتساب ولا فعل، أم فعل الله الذى للعباد فيه اكتساب وفعل14..
وتلك حجة لاقوام للمجر بعدها أبدا، ولا مخرج له منها، وهى قبل كلامنا هذا ، فاستغنينا بها عن إعادتها.
وأما قولك : إنه لم يتكلم احد من اهل القيلة بجور ، اقرب إلى الزندقة، من قولنا هذا : إن الله لم يخلق افعال العباد .
ال ونحن نقول أن ليس قول أوسط فى التعطيل والشرك ، والخروج من الإسلام جملة، من قولكم : إن الله خلق أفعال العباد، ثم غضب مما خلق، وعذب على خلقه، فإذا نظرت فى المسالة التى فوق هذا الكلام، من هذا الكتاب الذى شرحناها، كان مثلك عندما نظرت إليها، مثل الرجل الذى ذكروا أنه أشرف على نخل البحرين ، فلما رأى 09او/ كشرته ا واتساعه وعظم شانه، قال امراته طالق، ما على وجه الأرض نخل هو اكثر من هذا النخل، ثم سار اياما حتى اشرف على نخل البصرق فلما نظر اليها، وبان له كثرتها وعظيم شانها، وهول ما عاين منها ، وأنها اكثر واجل من النخل الذى حلف عليه، فلا خاف الحنت - زعم - فى مينه التى حلفها، قال عند ذلك، إن شاء الله 11 فهذا مثلك إذا نظرت فى جوابنا فى خلق الافعال .
وأما قولك : إنه يلزمنا أن الله، عز وجل، لم يضحك، ولم يبك، ولم يجعل اختلاف الألسنة، ولا عمل السرابيل (1) سورة الكهف : الآية 4 10، كشبها النامبخ خطا كذا : (أولثك السين
صفحة ٣٤٠