============================================================
قال الشاعر يريى رجلا: يالهف نفسى صارغرة خالد وبياض وجهك للثراب الأعفر (1) الا تراه كيف قال فى أول بيته، كانه يخاطب رجلا غائبا، ثم صار آخر البيت، وآخر الخطاب، على رجل مشاهد، فهذه اكبر حجة الاملاه بين الاه وابلي س: ثم نقول لك : اخبرنا عن قول الله ، عز وجل: إن الذين اوتدوا على أدبارهم من بعد ما 79ظن لهم الهدى الشيطان سول لهم وآملى لهم (35}(2)، أليس هذه الآية فى كتاب الله، عز وجل؟.. فلابد لك من نعم. فنقول لك: أخبرنا عن إملاء الشيطان لهم، هو الإملاء الذى أملى (5) الله بعينه أم لا؟.. فإن قلت : نعم، هو الإملاء الذى أملى الله، عز وجل، لهم. قلنا لك: فما الفرق بين إملاء الله عز وجل، وبين إملاء ابليس؟
فان قلت: إنه إملاء واحد. لزمك ووجب عليك، أن الشيطان شريك لله، عز وجل، فى فعله بعباده، وأن فعلها وحد لا فرق فيه وإن قلت : إن إملاء الله، عز وجل، شيء على حدة، وإملاء الشيطان شيء آخر يره قلنالك : ففر لنا ذلك، حتى تفرق لنا بين إملاء الله، سبجانه، وبين إملاء الشيطان فإن قلت: إن إملاء الله، عز وجل، إنما هو جبر جبرهم عليه، وقسر قسرهم على له من المعاصى لزمك أن القرآن الذى انزله الله، سبحانه، حجة له على خلقه، ودليلا على (1) الممت لامى كهر الهذلى وروى بصورة اخرى هى : ماويح تقى كان جمدة خالد وبماض وجمهك اللتراب الأغفر: وهو من بحر الكامل . اتظر : ديوان الهذلين 101 ا القم الثانى، وامالى ابن الشجرى 106/1، والصاحى لابن فارس: 142، وامالى المرتضى 139/4 ، وغيرها.
1) سورة حمد . الأية *1
صفحة ٢٤٨