247

============================================================

قالإنما تملى لهم زعمت، ليزدادوا كفرا به ومعصية له، وليس الحكيم يريد أن يعصى ولا يكفر به، سبحان الله ما أعظم هذا من القول وانما أملى لهم، عز وجل، لكمال الحجة؛ ولانه، تبارك وتعالى، قد فتح باب التوبة رحمة منه لخلقه، وتفضلا وتعطفا، وجمله سببا للرجوع إلى الطاعة، فمن ارادأن يتوب تاب لامكرها ولامجبورا ، ومن أراد ان يصر على الكفر لامكرها اا ولامجبورا، صار ذلك الإملاء حجة علبه" لأن الله، عز وجل، يقول : (أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر، وجاء كم التدير فذوفوا فما اللطالمين من نعبير(32(1)، فسماهم ظالمين، عز وجل، وصار ذلك التعمير حجة عليهم، وذلك الإملاء شرا، إذلم يقلموا عن المعاصى، ويسارعوا بالتوبة، والإنابة والأمر ممكن نقد القرا 3.

ومثل ذلك قوله ، عز وجل: ولو أنهم اذ ظليوا أنفسهم جاموك فامتخهروا الله واستغفر لهم الرصول لوجدوا الله توابا رحيما(((0)، وهذه الآية مما بحتج به القرامطة() على الجهال من العوام، يقولون لهم : إنما عنى بقوله وهاستغفر لهم الرسول"، بعنون بذلك المهدى، لقوله - زعوا - ولر أنهم إذ ظلوا أنفهم جاعولك يا محمد فاستغفروا الله. ثم قال: واستغفر لهم الرصول- يعنون الذى يجي بعدلة وهذا كفر بالله العظيم ، وجهل باللغة العربية.

والحجة عليهم فى ذلك قول الله ، سبحانه: (حتن اذا كتم فى الفلك وجرن بهم بربع طبة(1)، افلا ترى انه يخاطبهم بقوله: (حتن إذا كتم)، ثم صار آخر الكلام إلى قول: (وجرين بهم، وهذا ما لا تعقله القرامطة، ولا تهتدى إلى اللسان العربى فيه1 لأن هذا جائز فى اللغة العربية، لغة العرب، وموجود فى مخاطباتها، يقول الرجل للأمير، وهو مواجه -: اعز الله الأمير قد فعلت لى كذا وكذا (2) ، وإن راى الأمير اعزة الله أن يفعل لى كذا وكذا، . فهذا جائز فى اللغة .

(1) مورة فاطر : الأية 47.

(2) سرة الناء: الأية 14.

(4) اللراءطة : فرقة من غلاة الشعل ، نحمة إلى رحل من صواد الكوفة بقال له فرمط وهم اله ابضا، والباء. 19 لأنهم فالوا: إن لكل ظاهر باطتا ولكل تنزهل تاوهلا .

(4) ورة بونس: الآية 46.

(5) فى الأصل : كذى وكذى.

24

صفحة ٢٤٧