============================================================
الشمول الموضوعى للحوادث: تنوعت عناصر الحوادث تنوعا كبيرا، فاشتملت على حوادث سياسية تمثلت فى: ولايات السلاطين وما يكون من التمرد عليهم ومنازعتهم سلطانهم أو عزهم أو اغتيالهم أو وفاتهم، وعلاقاتهم بالخلفاء العباسيين - منذ استحدثت الخلافة العباسية فى القاهرة - سلبا وايجابا، وعلاقاتهم بالعربان [البدو] داخل القطر المصرى، وخارجه فى النطاق الجغرافى لسلطنتهم حيث كثيرا ما كان يقصد السلطان أو أمراؤه عربان الصعيد والشرقية والبحيرة لمسك المفسدين منهم، أو لتمهيدهم، وإلزامهم بما قررته الدولة عليهم من التزامات عينية ونقدية، فضلا عن ترغيب الدولة وترهيبها العربان خارجها بقطع أخباز بعضهم، والحوطة على أمواهم وممتلكاتهم فى الشام، وتنحيتهم عنه، واستبدال ولايات أمرائهم بغيرهم، دعما لعشائر مغايرة منهم، أو الرضيا عنهم وإعادة أخبازهم إليهم حال إتيانهم السلاطين طائعين مذعنين والاستعانة بهم فى ضبط حدود ملكهم و تعويق أو مسك الخارجين عن سلطانهم الراغبين فى الفرار إلى اعدائهم للتقوى بهم، وكسر المناوئين منهم، المهددين لتلك الحدود، بحسب ما ذكر من كسرة "بلبوس" أمير عربان المغرب واعتقاله ثم إطلاقه، وما فعلته الدولة مع آل مهنا وآل فضل، وغيرهم.
وعلاقات السلاطين بأمرائهم ومماليكهم، من تأمير- على الولايات والنيابات وتولية للمناصب فى الدولة، أو عزهم واعتقاهم ليعدموا الحياة أو يخلدوا فى السجون، أو يعفى عنهم ليبقوا فى الداخل أو فى المنفى بطالين، أو ترد عليهم إقطاعاتهم وأخبازهم وجراياتهم - التى يحصلوا منها معايشهم واستراتيجيات بعض السلاطين كالناصر محمد بن قلاوون- تجاه نوابه وولاته، القائمة على تنقيل كثير منهم فى ولايات ونيابات متنوعة، حيث كان حريصا على التغاير والتبادل بين ذوات القائمين على حكم وإدارة هذه الولايات حتى لا يتقووا بها فى وجهه، أو كان حريصا على عزل أو إتلاف كل آمير يستشعر آنه قد كبر وعظم جاهه وسلطانه مهما كانت صلته به- كما فعل بتنكز ملك الأمراء وغيره، على نحو ما اصطلح عليه فى عصرنا بالتصدى
صفحة ١٥