============================================================
لمراكز القوى وازاحتها حتى لا تعوق سياسات السلاطين وتقف حائلا يمنعهم من تحقيق رغباتهم، أو تسلبهم جاههم، وما يتبع ذلك من التجاء بعض هؤلاء إلى الاحتياط لأنفسهم بالفرار إلى أعدائهم [التتار والمغول] لتشكيل جبهات معارضة فى الخارج بمصطلح عصرنا - كما فعل قفجاق وقرا سنقر والأفرم، فيكون ذلك سببا فى جلب الويلات عليهم وعلى دولهم، حيث يكون من ديدان السلاطين الحرص على إغتيالهم بجماعات الفداوية أو الحشاشين، أو بإغواء الآوين إليهم بقتلهم بالخديعة كما فعل الناصر بقرا سنقر، والظاهر بيبرس بالزين الحافظى، أو يكونوا سببأ قويا ضمن أسباب أخرى في جلب عدوان تلك الكيانات السياسية الآوية لهم على دوهم، كما فعل قازان بالاغارة على الشام باغراء قفجاق وصحبه. وتسحب الجند البطالين إلى المغرب، وما يكون من فتن وثورات المماليك، الداعية إلى إنزالهم من القلعة وتسكينهم خارجها- فى الكبش أو دار الوزارة بالميدان والتصدى هم وتبديدهم أو نفيهم إلى القدس بطالين أو إلى غيرها، أو ترحيب السلاطين بالفارين إليهم من تلك الكيانات السياسية المعادية هم أو اللاجئين إليهم بعد سقوط ممالكهم وتشرنمهم، أو تلك الجماعات التى ضغطت عليها ظروف بلادها الاقتصادية، والحربية للنزوح خارجها، كوفود جماعات من أعيان المغول إلى الشام، وتقفيز بعض أمراء المغول وذويهم إلى السلاطين كحسام الدين بيجار وولده بهادر، وتمرتاش بن جوبان، وجنكلى بن البابا ودخول الأويراتية إلى الديار المصرية، واستنجاد سلامش بالناصر والإعداد لنصرته، ثم التجاؤه إليه بعد هزيمته، وإغراء البرواناة وأمراء الروم للظاهر بيبرس بغزو بلاد الروم، والجلوس فى دست الملك بقيسارية بعد تبديد المغول ومن انضاف إليهم فى وقعة البلستين وعلاقات هؤلاء السلاطين بالممالك والكيانات السياسية المعاصرة لهم كالصليبيين والأرمن والمغول بفرعيها - وبلاد النوبة والحبشة واليمن والمغرب وتونس، وما يتبع ذلك من صلات دبلوماسية تقتضى تبادل السفارات واهدايا أو المصادمات والحروب، أو المعاملة بالمثل فى حال الاعتداء على الممتلكات والأرواح وما يصادف بعض السفارات من الانقطاع وتعويق الرسل ونهبهم وأسرهم، أو إطلاقهم، مع بيان خط
صفحة ١٦