النفحة المسكية في الرحلة المكية

السويدي ت. 1174 هجري
118

النفحة المسكية في الرحلة المكية

الناشر

المجمع الثقافي

مكان النشر

أبو ظبي

تصانيف

الجغرافيا
الشيخ السيد (محمد) «١» الطرابلسي «٢» في بستان طه زاده، والمسافة ثمانية فراسخ. [حلب] (وتليها مرحلة حلب وهي جنة) «٣» الدنيا وخزائن الإسلام، (٥٥ أ) رفيعة البناء، حسنة الأسواق والخانات والحمامات، فيها العلم ظاهر نبراسه «٤»، ومحكم أساسه، رفيعة أعلامه، منيعة حصونه وآكامه، فيها العمل الصالح مشهور، والخير عنها مأثور، أهلها «٥» في غاية الرقة واللطف، (ونهاية الشفقة والعطف) «٦»، لهم جد في تحصيل العلوم، وكثرة اشتغال في معرفة المنطوق والمفهوم، ومواظبة على الجمعة والجماعات، ومداومة على تعاطي المبرات، ما دخل حلب (غريب) «٧» من العلماء إلّا ونال من إحسانهم، وتمنى أن يكون وطنه «٨» من جملة أوطانهم، فلله درهم فلهم أخلاق مسكية، وشمائل ذكية، ولين الجانب، وخفض الجناح للأجانب، لهم حسن ظن واعتقاد، مزايلون الإنكار «٩» والانتقاد فو الله إن أولادها الذين هم أطفال أينما رأوني يقبلون يدي، ويقولون: يا سيدي أدع لنا! فو الله إن عمر أحدهم ما يصل ست سنين وهذه حالتهم، فما بالك بشبانها وكهولها ومشايخها.

1 / 122