عيب إذا جاء شعره نجس
فأجاب عليه بقوله:
مهتدي (1) بالقريض ذا ولع
ما زال للقات آكلا أبدا
?
?
يقدح من زند فكره قبسا
حتى أتى نظم شعره سلس
وكان ب(صنعاء) رجل يعرف بالسراجي يعارضهم في أشعارهم ويعترضهم ويمسخ أقوالهم فنصبوا له العداوة ولم يبق منهم بليغ إلا هجاه(2)، وكان قاصرا عن بلوغ شأوهم فقال الفقيه سعيد السمحي الآتي ذكره يحثهم على هجوه:
كلتكم يا (بنوا) الآداب إن لم
فليس يعد في الأدباء من لا?
?
تبثوا في الملأ طرق الأهاجي
يبول معي على نار السراج
فقال اليافعي:
لا طوعا لأمرك يا سعيد
أمرت بأن نبول على السراجي?
?
وسمعا ما حييت وما حيينا
فها طوعا لأمرك قد خرين
واتفق أنه كان للسراجي هذا فرس، فوفد إلى (صنعاء) فارس من (كوكبان) له معرفة برياضة الخيل فعول عليه السراجي في إصلاحه فركب عليه [54-أ] ذلك الفارس وهرب به إلى اليمن (3) فانفتح لهم باب الشماتة به فمن جملة ذلك ما قاله عبد الله مولى المهدي أحمد بن الحسن بن المنصور:
ل للسراجي بعد أخذ حصانه
لا تبك إن سرقوا عليك ظمرة?
?
مهما عبر بك ساخطا مبهوتا
فلكم سرقت على الأنام بيوت
[(15/ ) استطراد ترجمة عبد الله مولى المهدي بن أحمد بن الحسن]
وهذا المولى كان شاعرا مجيدا، ومن شعره من قصيدة يرثي بها مولاه المهدي رحمه الله تعالى:
ل للسيوف تقر في أغمادها
والكل مجدول الأعنة واثب?
?
من بعد أحمد ما لهن مضاء
عش آمنا ولك الهناء والم
ووفد اليافعي هو وابن أخته الأديب الينبعي إلى المولى علي بن المتوكل وهو في اليمن الأسفل فأمتدحاه بقصيدتين فأكرمهما واستحسن شعرهما وأبطأ عليهما [36أ-ج] بالجائزة فكتب إليه اليافعي:
مال الهدى إنا نظمنا قصائدا
وعندك للنقدين ذهن وراحة
وهل نحن إلا عصبة أدبية
ولو هجت البدر المنير لأوضحت
فإياك والشح المطاع فإنه
?
?
صفحة ١٢٨