لأنت أبو المجد التليد أو ابنه
وعلياك باد في المعالي امتيازها
إليك العلى قد القت المجد كله
فما فرصة إلا إليك انتهازها
هي الخطة العظمى إليك اعتزاؤها
هي الملة الكبرى لديك اعتزازها
منها: (1)
ولو رام طي الأرض لباه مسرعا
ولو طالب الدنيا بما في ضميرها ... لطاعته شاماتها وحجازها
لفاء إليه كنزها وركازها
ومنها: (2)
فدامت لك النعماء والملك والثنا
بمعمورة بمعمودة راق العيون العيول طرازها
زهت بك زهو الخرد الغيد في الحلى
وزان جمالها العين بالكحل لازها
ومنها: (3)
وماعز عني في القوافي ارتجالها ... ولا عزني تطويلها وارتجازها
وله إلى صديق يستدعي مدادا:
أيها الحبر جد بشيء من الحبر
هذه نون نحوكم قد تلت سال
ولقد شاب رأسها فلهذا ... يسير فكم بذلك من مد
وقالت أين الكريم المسود
عاملتها الأقلام بالهجر والصد
وله:
لا يعظم التأليف ممن نقل
أما الذي قد قيل من قبله ... إلا إذا جاء بما لم يقل
فإنما ينسخ ما قد حصل[201-أ]
وله يمدح الإمام المهدي بن المنصور:
بلا سبب قد كان لي منك وصل
فعودوا به والفضل يتبعه الفضل
فجودوا بوصل يحسب الوصل قبله
قطيعه صد مر منها الذي يحلو
كأني لم أدر الهوى قبله ولم
يكن لي فرض في هواكم ولا نفل
لعل تباشير اللقا يمحي بها
ظلام التجافي أو ينير بها السبل
وإني إذا رمت الوصال لممتر
هناك أبان البين أم خيل الوصل
وفي يقظة لو زارني من أحبه
لقلت خيال قد حباني به الخل
إذا أشرق النادي بنور جماله
لفت فألقيت النوى وهي لي ظل
ولو أنني قابلت غرة وجهه
جهارا وقد أبقى لي الحسن والعقل
لقلت محال قد تمحله الهوى
وإن دام صوب الغيث دام به المحل
سماء من المجد استقل ارتفاعها
بلا عمد إلى المثقف والنصل
بدور بها شمس وبدر وأنجم
تنير وسقف ظله الأمن والعدل
لها غرف من فوقها غرف فما
تهدي إلى أعلى العلا لي بها عقل
تجمع للمهدي من سرذاتهاشارداها
صفحة ٢٩٨