وذكره أيضا صاحب "صفوة العاصر" فقال:
هو من السابقين في حلية البلاغة الماهرين في صناعة الصياغة، تظهر الإجادة فيما نظمه ووشاه، ويطيب به عرف الأدب وشذاه، وبدائعه سهلة المرتشف، غضة المجنى والمقتطف.
[وفاته]
له مرثية في الوالد الحسن حسن بن المطهر الجرموزي. قلت: وكانت وفاته في سنة مائة وألف. وقد تقدم ذكره استطرادا في ترجمة ولده أحمد ومستهل المرثاه قوله:
هي دار شيدت بالحزن
وقصارى من ثواها ذوقه
قط لا يصفو بها من مشرب
كم غرور لفتاها ظلة
كم محيا خفيت أنواره
في شباب نضر مقتبل
كالذي أسس في القلب الأسى ... فألهنا فيها وحي الوهن
من ثراها منحا محن في محن
وإن استعذبته عن آسن
بعد أن أصبح ممتدا فني
بعد محيا مستطاب حسن
أو مشيب راع عين الزمن
شيبه شبيه الحمد قويم السنن[180-أ]
[(6881/) أحمد بن عبد الله الزوم ووالده]* (1)
(...-1107ه/...-1694م)
[اسمه ونعته]
الأمير أحمد بن عبدالله بن محمد أغاالزوم؛- بالزاي المعجمة المفتوحة والواو الساكنة والميم- هو شاعر أديب، فاضل لطيف، وهو من بيت رياسة كبير وكان ساكنا بحبيش من اليمن الأسفل.
[(82/) استطراد: عبد الله بن محمد الزوم]*
وكان والده (2) أيضا شيخا كبيرا صدرا محتشما، تأمر وقاد العساكر وهو كثير الثروة.
ترجم لهما صاحب (الطيب) وأثنى عليهما، وذكر صاحب الترجمة أيضا صاحب (صفوة العاصر) فقال:هو لبيب لا يدرك باعه، ولا يرجى في الظرف اتباعه، من بيت مجد كبير وبحبوحة حسب شهير، وهو المشهور بسيادتهم، وواسطة قلادتهم، وفضله في اليمن الأسفل معروف، وأثاره عند أهله باهرة الشغوف.
[نماذج من شعره]
من لطائفه قوله:
حمل اللوى من لو شهدت
فقلوبنا ولوا ؤه ... جماله ما لمت عاشق
كل تراه عليه خافق
وله في مليح طبال:
وشادن يحمل طبلا له
يشن غارات الهوى مسرعا ... ويربط السير على عاتقه
صفحة ٢٧٤