وكل واحد منهما قرأ على الآخر، ومحاسنه كثيرة ويضرب المثل ببلاغته وحسن مسلكه في الرسائل والجوابات وميله إلى الإيجاز مع الوفاء بالمعنى المراد، وتعلم رشاقة الخط وحسنه على بني دغيش وكان شديد الإحتمال لمن آذاه وتحمل المكروه لمن ناوأه، ولا يقابله إلا بالإحسان إليه وقضاء حوائجه، وأرسل له بعض أعدائه بتمر مسموم فأسهلة بطنه نحو سنة ثم وقاه الله منه، ولم يظهر ذلك لأحد، وله مناقب جمة وفضائل كثيرة.
وخطب أياما بجامع صنعاء بعد البدر الأمير كما سيأتي سبب ذلك في ترجمته، ثم سعى في جعل الخطابة للسيد العلامة يوسف بن الحسين زبارة رحمه الله تعالى نيابة عنه وكان صهره؛ لأن صاحب الترجمة تزوج بالشريفة خديجة بنت الحسين زبارة، ولم يخلف إلا بنتين فقط.
[وفاته]
وكانت وفاته في شهر جمادى الآخرة سنة اثنين وسبعين ومائة وألف، ودفن في خزيمة وقبره مشهور مزور رحمه الله تعالى.
ولم يكن يحسن نظم الشعر، وأما انتقاده الأشعار فأمر باهر وله في النثر اليد الطولى (والله تعالى الموفق) (1) .
[( )(45/) أحمد بن زيد بن محمد الصنعاني]* (2)
(1107-1182ه/1696 -1771 م)
[اسمه ونسبه]
المولى صفي الدين أحمد بن زيد (3) بن محمد بن الحسن بن الإمام القاسم، وبقية نسبه تقدم وسيأتي ذكر أبيه وأخيه في موضعه.
[مشايخه مشايخه ووفاته]
قرأ صاحب الترجمة على أبيه وغيره[75ب-ج]، وكان محققا في النحو والصرف والبيان والمنطق والأصول، وقرأ في الحديث، وله عناية بالنقل والضبط، وكان حسن الأخلاق متواضعا جليلا وتوفي في شهر شوال سنة 11821182ه[120-أ].
[(3746/) أحمد بن محمد المصطكا]** (4)
صفحة ٢١٢