كما رأيت ذلك بخط والده في أخر نسخة لا[ الجامي(1) جامي وكتب والده شيخ الإسلام حال القراءة حاشية نفيسة على الجامي وعلى حاشية عصام الدين(2) ، تفتح منهما الأقفال وتحل الإشكال.
[بحث حول ترتيب قراءة بعض كتب اللغة]
وكان والده شيخ الإسلام يقول: (إنه لا ينبغي قراءة (شرح الجامي) إلا مع قراءة (شرح الرضي)، و(غاية التحقيق) ((التي هي كالشرح (لحاشية الهندي) ))(3) وذلك أن (الجامي) بنى كتابه على رد اعتراضات (الرضي)، و(الهندي)، وتقويم عبارات الشيخ ابن الحاجب، والإشارة إلى قواعد متقررة، وبعبارة لا يفهم منها الرد إلا الماهر الخريت(4)، فإذا روجع ذلك الشرحين، اتضح مراد (الجامي) وظهرت إشاراته النفيسة، ومع ذلك فإن كل (واحد) يأخذ منه بقدر فهمه، فيقرؤه المبتدئ والمنتهي، ويظهر لكل أحد منه ما لا يظهر للآخر، فتراه في الإبتداء واضح العبارة، فإذا أعطى حق النظر ظهرت دقة العبارة كقوله مثلا: عند قول ابن الحاجب (ويجوز صرفه) أي لا يمتنع، فأشار بهذه إلى أن تلك العبارة ممكنة عامة ليشمل الصرف -الوجوب، والجواز، ولم يسلب الضرورة عن الجانب المخالف كأن يقول: أي عدم الصرف غير ضروري، بل سلب الامتناع من الجانب الموافق للتنبيه على جواز الأمرين في الممكنة العامة كما [4ب-ج] نبه عليه الشريف في (حاشية القطب)(5)
صفحة ٥٦