إما التسليم المطلق أو إعلان الفشل وإحالته من شعور إلى واقع.
صمت أيضا.
اختفت من خلاله وفي كثافته حشرجات السوق والشارع وصراع الأطفال العابث اللاعب، وأزيز الدنيا.
أتعاقبها السيدة زينب؟
اقشعرت.
أتفقد العقل؟ أتصرخ؟ أتجري شبه هاربة هكذا، وتقول لكل الناس إنها أم فلان البيه وفلان المدير ومع هذا تفعل ما هي الآن تفعله؟
أتقتل نفسها؟
وذاب عقلها في ضياع. وقبل أن تفكر في أي شيء آخر رمقته بحدقة عينيها فقط، ودون أن تتحرك كرة العين في المحجر ربع نظرة، انتهت بعدها تماما، تماما.
بلا صوت، أو اعتصار لذاته، أو احتشاد، أو حتى تغيير لوضعه، كانت جفونه مسبلة ومن بينها يتساقط دمع بطيء تلمع آثاره على الوجنة، وبقيته تتوالى نقطة عزيزة بعدها نقطة.
من جديد - وكالإعصار - تحرك ذلك الإحساس الطاغي الذي ينسيها أي شيء إلا أن تنتفض هالعة مقبلة عليه، محيطة إياه بذراعين تثلجتا بالحنان، وبقبلات منهمرة مذعورة تركزت فيها كل قدراتها على الفعل، ودفع الشر تغمره وتغسل وجنتيه وتلعق أجفانه، ولفرط رغبتها تستعذب طعم الدموع.
صفحة غير معروفة