المطرب من أشعار أهل المغرب

ابن دحية الكلبي ت. 633 هجري
87

المطرب من أشعار أهل المغرب

محقق

الأستاذ إبراهيم الأبياري، الدكتور حامد عبد المجيد، الدكتور أحمد أحمد بدوي

الناشر

دار العلم للجميع للطباعة والنشر والتوزيع

مكان النشر

بيروت - لبنان

وأنشديني الفقيه القاضي بمدينة دانية أبو عبد الله محمد، ابن الفقيه القاضي بسبتة أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي، قال: أنشدني أبي لنفسه، في خامات زرع، بينها شقائق نعمان، هبت عليه ريح: أُنظر إلى الزَّرع وخَاماته ... تَحكي وقد ماسَت أمامَ الرَّياحْ كتيبةً خضراَء مَهزومةً ... شقائقُ النعمان فيها جِرَاح الخامة: القصبة الرطبة من الزرع. وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني أبي لنفسه ﵀: يا من تحمَّل عنّي غيرَ مكترث ... لكنَّه للضّنَى والسُّقمِ أوصَى بِي تركتَني مستهامَ القلب ذا حُرَق ... أخَا جَوًى وتباريحٍ وأوصاب أراقب النّجمَ في جُنح الدّجى سَهرًا ... كَأنني راصدٌ للنّجم أو صابي وما وجدتُ لذيذَ النوم بعدكُم ... إلا جَنَى حَنْظَلٍ في الطّعمِ أوصاب قوله: أوصى بي، من الوصية. والأوصاب: جمع وصب، وهو المرض وَصِب يَوْصَب فهو وَصِب، إذا لزمه وجع. والصابي، يهمز ولا يهمز؛ قرأ نافع: الصابين والصابون حيث وقع من القرآن بلا همز. وذلك على وجهين: أحدهما أن يكون خفت الهمزة؛ والوجه الآخران يكون: صبا إلى اللهو يصبو صبوًا. والباقون يهمزون من قواهم: صبأ في الدين صبوءا، فالصبأة، مثل: كافر وكفرة،

1 / 87