المطرب من أشعار أهل المغرب

ابن دحية الكلبي ت. 633 هجري
86

المطرب من أشعار أهل المغرب

محقق

الأستاذ إبراهيم الأبياري، الدكتور حامد عبد المجيد، الدكتور أحمد أحمد بدوي

الناشر

دار العلم للجميع للطباعة والنشر والتوزيع

مكان النشر

بيروت - لبنان

وحكَّما الصّبّ في التّفضيل بينهما ... ولم يَخافا عليه رِشوَةَ الحَدَقِ فقام يُدلي إليه الرّيمُ حُجَّته ... مبيّنًا بلسان منه مُنطلق فقال وجْهيَ بدرٌ يُستضاء به ... ولونُ شَعريَ مقطوعٌ من الغسق وكحل عينيَ سِحرٌ للنُّهى وكذا ... ك السّحر أحسن ما يُعزَي إلى الحَدق وقال صاحبه أحسنت وصفَك ل ... كنْ فاستمع لمقالٍ فيَّ متّفق أنا على أفُقي شمسُ النّهار ولم ... تغرُب وشُقرةُ شعري شقرةُ الشّفق وفضل ما عيبَ في عينيَّ من زَرَق ... أنَّ الأسنَّةَ قد تُعزَي إلى الزَّرق قضيتُ لَّلّمة الشقراء حيث حكّت ... لونِي كذا حبُّها يقضي على رَمَقي فقام ذو الِّلّمة السّوداءِ ترشُقُني ... سهامُ أجفانِه من شدّة الحَنَق وقال: جُرتَ؛ فقلت الجورُ منك على ... قلبِي ولي شاهدٌ من دمعيَ الغَدِق فقلت عفَوك إذ أصبحتُ متَّهما ... فقال دونك هذا الحبلَ فأختَنِق وهذه القطعة للفقيه أبي أيوب سليمان بن محمد بن بطال البطليوسي، يعرف بالملتمس - والمتلمس في اللغو معناه: الطالب - وهو صاحب كتاب الأحكام مما لا يستغني عن علمه الحكام وصل إليه فتيان: أحدهما ذو لمة شقراء، والآخر ذو لمة سوداء، يتحاكمان عنده أيهما أجمل. فقال هذه الأبيات. فتكلم بألسنة المجيدين، وتصرف المطبوعين؛ فجمع الله العظيم له براعة الفقهاء، وبلاغة الشعراء النبهاء.

1 / 86