وهذه المسألة التي أشار اليها سيد الشهداء ، وإن لم تلزم المصافق بها واقعا لأن الذي أعطوه الميثاق غاشم لا تحل مصافقته ، وقد قال الرسول الأقدس صلى الله عليه وآله :
ومن المقطوع به أنه لايريد من المنبر تلك الأعواد المصنوعة من خشب وكان يجلس عليها للإرشاد والهداية وإنما يريد منبر الدعوة الآلهية ، فيكون غرض النبي الإيعاز إلى الملأ الديني الواعي لكلمته الثمينة بأن معاوية الداعي باسم الخلافة كافر بما أنزل من الوحي على الصادق الأمين صلى الله عليه وآله بتعيين من أقامهم المولى سبحانه أمناء على شرعه القويم ، وكافر بقول النبي الذي لم يزل يجاهر مرة بعد أخرى بأسماء من يلي الخلافة من بعده وهم الإثنا عشر من ذريته المعصومين ، والراد لما أنزل على الرسول صلى الله عليه وآله قولا أو فعلا من الجاحدين.
ولم تخف هذه الأحوال على معاوية ولا ممن شاهد النبي وسمع حديثه أو كان قريب العهد بزمن تلك النصوص ولو صدقت الأوهام بأنه كاتب النبي اتسع الخرق عليه.
وحيث أن سيد الشهداء لم تسعه المصارحة بما وجب عليهم في الصحيفة الخاصة بالإمام الزكي ، وكان فيها أن يسالم خاضعا للقضاء المحتوم ، وقد أشار النبي إلى هذه المسألة بقوله :
وأكثر العقول لا تتحمل هذه الأسرار الدقيقة كما قال الإمام الصادق عليه السلام :
تلطف أبو عبدالله عليه السلام ببيان أقرب الى الأذهان وتتحمله العقول
صفحة ٤٩