في «محاضرة الأوائل ومسامرة الأواخر» ص189، الفصل الثاني والثلاثون، في الأوائل المتعلقة بالغناء والحداء وما يتعلق بهما، قال المؤلف: أول من وضع علم الموسيقى وأصول الألحان فيثاغورث الهرمس، أدرك بالقوة الذهنية حركات الأفلاك، فاستمع الأصوات، ورتب الألحان الثمانية، بحسب الأدوار الفلكية وأصواتها.
وفي «تاريخ الحكماء»: إن أول من وضع العود للغناء «لامك بن قابيل بن آدم، عليه السلام» وبكى به على والده، ويقال إن صانعه «بطليموس الحكيم» صاحب الموسيقى أو كتاب اللحون الثمانية.
وفي «بهجة التواريخ»: أول من غنى من العرب قينتان يقال لهما «الجرادتان»، ومن غنائهما حين حبس الله عنهما المطر:
ألا يا قيل ويحك قم فهينم
لعل الله يصبحنا غماما
ذكره صاحب «المستطرف»، وأول من غنى في الإسلام الغناء الرقيق «طويس»، وكان أصله من اليمن وهو الذي علم الغناء «ابن سريج»، وقيل: أول من تغنى «جرادة بن جدعان» وقيل غيره، أخذ من أهل الفرس أيام الزبير، وكانوا يبنون المسجد الحرام، ويتغنون بالفارسية فقلبه بالعربية ابن سريج. (3) أول من غنى على العود
أما أول من غنى من العرب على العود، فقد ذكر الإمام العالم الفاضل جمال الدين محمد بن محمد بن نباتة المصري في ص127 من كتابه «مسرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون»، أن النضر بن الحارث بن كلدة هو أول من غنى من العرب على العود بألحان الفرس، وذلك حين وفد على «كسرى» بالحيرة؛ فتعلم ضرب العود والغناء، ثم قدم مكة فعلم أهلها.
وفيه أن أول من غنى في الإسلام بألحان الفرس «سعيد بن مسجح»، وقيل «طويس». وذلك أن عبد الله بن الزبير لما وهى بناء الكعبة رفعها وجدد بناءها، وكان فيها صناع من الفرس يغنون بألحانهم، فوقع عليها ابن مسجح - الغناء العربي - ثم دخل إلى الشام فأخذ الألحان عن الروم، ثم دخل إلى فارس فأخذ الغناء وضرب العود، واتبعه من بعده، وبدئ هذا العلم ببطليموس، وختم بإسحاق بن إبراهيم الموصلي.
وفي «نهاية الأرب للنويري» ج5 ص22: ذكر أخبار عبد الله بن العباس الربيعي: هو العباس عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع، والربيع على ما يدعيه أهله ابن يونس بن أبي فروة، وآل أبي فروة يدفعون ذلك ويزعمون أنه لقيط وجد منبوذا كفله يونس، فلما خدم المنصور ادعى عليه، قال أبو الفرج الأصفهاني: وكان شاعرا مطبوعا ومغنيا محسنا جيد الصنعة نادرها، وهو أول من غنى «بالكنكلة» في الإسلام. (4) أول من أفسد الغناء
وكانت العرب تسمي القينة: الكرنية، والعود: الكران، والمزهر أيضا هو: البربط، وكان أول ما غني به في الإسلام:
صفحة غير معروفة