أضحت قبورهم من بعد عزتهم
تسفي عليها الصبا والحرجف الشمل
لا يدفعون هواما عن وجوههم
كأنهم خشب بالقاع منجدل
فشربت الرطل ثم قمت فدعوت له، فاحتبسني وقال: أتشتهي أن تسمعه بالله؟ فقلت: إي والله، فغنانيه ثانية وثالثة، وصاح ببعض خدمه وقال: احمل إلى إسحاق الساعة ثلاثمائة ألف درهم، ثم قال لي: يا إسحاق، قد سمعت ثلاثة أصوات، وشربت ثلاثة أرطال، وأخذت ثلاثمائة ألف درهم، فانصرف إلى أهلك مسرورا ليسروا معك، فانصرفت بالمال.
وقال أبو الفرج بسنده إلى «عريب المأمونية» قالت: صنع الواثق بالله مائة صوت، ما فيها صوت ساقط، ولقد صنع في هذا الشعر:
هل تعلمين وراء الحب منزلة
تدني إليك فإن الحب أقصاني
هذا كتاب فتى طالت بليته
يقول يا مشتكى بثي وأحزاني
صفحة غير معروفة