مشكل الحديث وبيانه

ابن فورك ت. 406 هجري
63

مشكل الحديث وبيانه

محقق

موسى محمد علي

الناشر

عالم الكتب

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٩٨٥ هجري

مكان النشر

بيروت

فِيهِ إِن قُلْنَا إِن ذَلِك إِظْهَار فعل وَإِضَافَة إِلَيْهِ بِاللَّفْظِ الْخَاص من جِهَة الْملك وَالتَّقْدِير سَائِغ وَإِن قُلْنَا إِن ذَلِك على تَأْوِيل قَول الْقَائِل قتل الْأَمِير اللص على أَنه أَمر بِهِ وَإِن الْقَتْل حدث عَن ملكه وَحكمه كَانَ غير مُنكر أَيْضا وَأعلم أَنه لَيْسَ المُرَاد بِالْيَدِ هَا هُنَا هُوَ المُرَاد بقوله ﴿خلقت بيَدي﴾ لِأَن الْخلق هُوَ الإحداث عَن الْعَدَم وخلط الشَّيْء بالشَّيْء بإحداث لَهُ فَإِذا قُلْنَا إِن إِضَافَة هَذَا الْفِعْل لله ﷿ من طَرِيق الْأَمر وَإِن ذَلِك حدث عَن أَيدي بعض المخلوقين من مَلَائكَته وخلقه فَإِنَّهُ لَا يُنكر أَن يكون خلط مُبَاشرَة بيد جارحة كَمَا رُوِيَ فِي الْخَبَر الآخر أَن ذَلِك كَانَ ملكا من الْمَلَائِكَة أمره الله ﷿ بِجمع أَجزَاء الطين من جملَة الأَرْض وَأمره أَن يخلطها بِيَدِهِ فَخرج كل طيب بِيَمِينِهِ وكل خَبِيث بِشمَالِهِ فَيكون الْيَمين وَالشمَال للْملك والخلط والتخمير مضافتين إِلَى الله تَعَالَى من حَيْثُ كَانَ عَن أمره وَحكمه وَجعل كَون بَعضهم من يَمِين الْملك عَلامَة لأهل الْخَيْر مِنْهُم وَكَون بَعضهم فِي شِمَاله عَلامَة لأهل الشَّرّ

1 / 104