مشكل الحديث وبيانه
محقق
موسى محمد علي
الناشر
عالم الكتب
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٩٨٥ هجري
مكان النشر
بيروت
تصانيف
علوم الحديث
وعَلى هَذَا الْوَجْه يتَأَوَّل معنى الدُّعَاء فَيُقَال إِن المسؤول بِهَذَا الدُّعَاء هُوَ المرجو أَن يحدث عَن رَحمته وَرضَاهُ لَا نفس الرَّحْمَة وَالرِّضَا
وَنَظِير ذَلِك أَيْضا فِي الدُّعَاء قَوْلهم
اللَّهُمَّ اغْفِر لنا علمك فِينَا وشهادتك علينا
وَنَفس الْعلم لَا يغْفر وَكَذَلِكَ نفس الشَّهَادَة وَإِنَّمَا تتَعَلَّق الْمَغْفِرَة بالمعلوم والمشهود
وعَلى ذَلِك يتَأَوَّل قَوْلهم رَضِي الله عَن فلَان ورحمه لِأَن ذَلِك لَيْسَ بِخَبَر عَن تقدم الرِّضَا وَالرَّحْمَة لَهُ وَإِنَّمَا معنى ذَلِك الدُّعَاء والطلب لِأَن يفعل مَا إِذا فعله كَانَ عَن رِضَاهُ وَرَحمته فاختصر اللَّفْظ فِي الدُّعَاء إختصارا وَالْمعْنَى غير مُشكل وَلَا ملبس
وَأما معنى قَوْله ﵇ ثمَّ رَجَعَ آدم ﵇ فَقَالَ لَهُ هَذِه تحيتك
فَمَعْنَى ذَلِك أَنه رَجَعَ إِلَى مَسْأَلته ومخاطبته وَقد فسره بقوله فَقَالَ لَهُ وَبَين أَن ذَلِك يرجع إِلَى السُّؤَال وَالْخطاب وَلَيْسَ كل رُجُوع رُجُوعا إِلَى الْمَكَان فِي الْمَكَان بل قد يكون ذَلِك رُجُوعا عَن فعل إِلَى فعل وأخذا فِي شَيْء بعد شَيْء وعودا إِلَى مثل مَا كَانَ فِيهِ بَدَأَ من طَرِيق الْفِعْل وَالْحكم لَا من طَرِيق التنقل والتحول من مَكَان إِلَى مَكَان
1 / 231