============================================================
بن حرب أمررها يكرهه، فدعا به، فجمل يصيح عليه، وأبو سفيان يتذلل له ويتواضع بين يديه، وأقبل أبو قحافة(1) يقوده قائده وكان قد غمي فسمع صياح أبي بكر ، فقال لقائده : على من يصيح أبو بكر؟ قال : على أبي سفيان بن حرب . قال أيا عتيق (11): أعلى أبي سفيان ترفع صوتك ؟ لقد تعديت طورك، فقال : يا أبه إن الله قد رفع بالإسلام قوما ووضع به آحرين وكان عمر بن الخطاب رحمه الله تعالى مع تواضعه وخشونة ملبسه ومطعمه شديدا في ذات الله فكان عماله وسائر من يحضره أو يغيب عنه يتشبهون [به](12) ولا يفارق أحد من أصحاب رسول الله وكان يلبس الجبة الصوف ويشتمل بالعباءة، ويهنأ البعير، ويحمل قربة(12) الماء على ظهره لأهله وكان العامل من عماله، وهم أمراء الأمصار (والأجناد)(14)، وقد فتح الله عليهم وخولهم ومكن لهم وأغناهم وأكفاهم، يتحفون ويخلمون التعال ولا يلبسون الخفاف ويلبسون غلاظ الثياب.
وإذا قدمواعليه شعثأ غبرا، غلاظأ ثيابهم، شحبة ألوانهم فإن رآهم أو بلغه عنهم غير ذلك أنكره عليهم، وكان ركوبهم الإبل اكثر من ركونهم للخيل على التشبه بعمر وسلوك فعله، وما كانوا عليه على عهد رسول الله، حتى إنه رؤى على أي عبيدة بن الجراح (10) وهو أمير الشام، وقد فتحها الله عليه، جمة صوف قد تغيرت رائحتها، فقال أبو عبيدة : لقد جلست إلى رسول الله فيما هو أشد رائحة من هذا فيما أنكره.
وكان سلمان الفارسي عامل عمر بن الخطاب على المدائن، وكان يلبس غليظ الثياب ويركب الحمارة ببرذعة مرسنة بحبل ليف . وحضرته الوفاة فأتاه سعد بن أبي وقاص فقال له : أوصني يا أبا عبدالله فقال : نعم، أذكر الله عند همك إذا هممت، وعند لسانك إذا حكيت (11)، وعند يدك إذا قسمت . وجعل سلمان يبكي فقال له : يا أبا عبداله، مائبكيك ؟ قال : سمعت رسول الله يقول : إن في الآخرة عقبة لا يقطعها إلا المخفون . وأرى هذه الأساود حولي. فنظرنا فما رأينا إلا اداوة أو ركوة أو قدرا أو مظهرة .
(9) في الأصل وفي طبعه ملورد أمرا والصحيح أمر وموقمها من الإعراب فاعل بلغ (10) آبو تحافة هو عشمان بن عامر بن عمرو بن كمب بن سعد بن تيم بن مرة (انظر طبقات خليفة : 17) (11) في الأصل: أبا، وفي طعة ملورد : أبو والصحيح أيا حيث يقال بأن عتيق كان من أسماء أبي بكر (انظر خليفة طبقات: 17 السيوطي، الوسائل في نسامرة الأوائل، ص 70.
(12) الإضافة من المحقق يفتضيها سياق الكلام وكمال المعنى (13) في الاصل : القربة قال قتادة : كان عمر يلبس بة صوف مرقوهة بادم (الذهبي ، دول الإسلام 1: 19) .
(14) في الأصل بالحاشية.
(15) أسم أبي عبيدة : عامر بن عبدالله ين الجراح بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كناتة ، مات أبو حبيدة في طاعون صمواس بالشام عام 18ه 139م (انظر حليفة : طبقات: 27، .* وابن حرم : جهرة الأنساب: 126 (19) في الأصل : حكت .
196
صفحة ١٦