============================================================
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا حمد "كتاب مشاكلة الناس لزمانهم وصا يغلب عليه في كل عصره قال الشيخ الإمام الحافظ العلامة أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن واضح رحمه الله : فأما الخلفاء وملوك الإسلام، فإن المسلمين في كل عصر تبع للخليفة يسلكون سبيله ويذهبون مذاهبه، ويعملون على قدر ما يرونه منه، ولا يخرجون عن أخلاقه وأفعاله وأقواله (الفصل الأول) (ذكر الخلفساء الراشدين] () فكان أبو بكر بعد رسول الله أزهد الناس وأشدهم تواضعا وتقللا في لباسه، وكان يلبس وهو خليفة الشملة(2) والعباءة . وقدمت عليه أشراف العرب وملوك اليمن وعليهم التيجان وبرود الوشي والحبر(2)، فلما رأى القوم تواضعه ولباسة نزعوا ماكان عليهم وذهبوا مذهبه واقتفوا أثره.
وكان ذو الكلاع(1) ملك حمير فيمن قدم على أبي بكر في عشيرته وقومه وعليه التاج، وكان له عشرة ألف عبد خولا في مخاليفه، فلمارأى لباس أبي بكر قال : ما ينبغي لنا أن نفعل بخلاف ما عليه خليفة رسول الله ، فنزع لباسة الأول وتشبه بأي بكر، حتى أنه رؤي (4) في سوق المدينة يحمل جلد شاة على قفاه، فقالت له عشيرته وقومه: فضحتنا، أنت سيدنا تحمل شاة بين المهاجرين والأنصار . قال : أفأردتم(2) مني أن أكون جبارأ في الجاهلية جبارا في الإسلام وكان الأشعث بن قيس (1) ملك كندة يلبس التاج وتخيا بتحية الملوك فلما أسلم بعد ارتداده وزوجه أبو بكر أخته أم فروة بنت أبي قحافة تواضع بعد التكبر، وتذلل بعد التجبر، حتى كان يشد عليه شملة خلقة ، ثم يهنا (4) البعير بيده تشبها بأبي بكر واطراحا للأخلاق التي كان عليها في الجاهلية .
وكان أبو بكر رحمه الله لا يحمل أحدا من الأشراف على التجاوز، حتى إنه بلغه عن أي سفيان (1) الاضافة عنوان لما بعده (1) ابن منظور، لسان العرب 11: 368 الشملة عند العرب مثزر من صوف أو شعر يؤتزر به (4) لسان العرب4: 15 الحبرة والحبرة ضرب من برود المن مشمر، والجمع حبر وحبرات (4) يذكر خليفة بن خياط في تاريخه : 194 أن ذا الكلاع قتل مع معاوية في صفين عام 38ه (659/658م) .
(5) في الأصل : دمى.
(6) في الأصل وفي طبعة ملورد : فأردتم (7) توفى الأشعث بن قس عام 40ه(661/60م) انظر خليفة بن خياط 199. المسقلاني تهذيب 1: 409 (8) وره في مامش المخطوطة : بدته بالكبريت ونوه ولسان العري ا: 186 - 187 : الهناه ضرب من القطران، وقد هنأ الإبل يهثوها وبستها هشا وهناه : طلاها بالهنه 9
صفحة ١٥