وإن أنوش قد لبث في الأرض يعمرها، وقد قيل والله أعلم إن شيثا أصل النسل من آدم عون سائر ولده، وقيل غير ذلك، وكانت وفاة شيث قد مضت له تسعمائة سنة واثنتا عشرة سنة وفي زمن أنوش قتل قاين ابن آدم قاتل أخيه هابيل، ولمقتله خبر عجيب قد أوردناه في أخبار الزمان في الكتاب الأوسط، وكانت وفاة أنوش لثلاث خلون من تشرين الأول، كانت مدته تسعمائة سنة وستيم.، سنة، وكان قد ولد له قينان،ولاح النور في جبينه، وأخذ عليه العهد، فعمر البلاد حتى مات، فكانت مدت تسعمائة سنة وعشرين سنة ، وقد قيل: إن موته كان في تموز بعدما ولد لى مهلائيل، فكانت مدة مهلائيل ثمانمائة سنة، وقد ولد له لود، والنور متوارث، والعهد مأخوذ، والحق قائم، ويقال: إن كثيرا من الملاهي أحدثت في أيامه، أحدثها ولد قاين قاتل أخيه، ولولد قاين مع ولد لو حروب وقصص قد أتينا على ذكرها في كتابنا أخبار الزمان ووقع التحارب بين ولد شيث وبين غيرهم من ولد قاين، فنوع من الهند ممن يقر بآدم، ينتسوبن إلى هذا الشعب من ولد قاين وأكثر هذا النوع بأرض قمار مز أرض الهند، وإلى بلدهم أضيف العود القماري ة فكانت حياة لود سبعمائأ سنة واثنتين وثلاثين سنة، وكانت وفاته في آذار.
أخنوخ
وقام بعحه ولم! أخنوخ، وهو إدريس النبي صلى الله عليه وسلم، والصابئة تزعم أنه هو هرمس، ومعنى هرمس عطارد، وهو الذي أخبر الله عزوجل في كتابه أنه رفعه مكانا عليا وكانت حياته في الأرض ثلاثمائأ سنة، وقيل أكثر من ذلك، وهو أول من درز الدروز، وخاط بالإبرة، وأنزل عليه ثلاثون صحيفة، وكان قد نزل قبل ذلك على آدم إحدى وعشرون صحيفة، وأنزل على شيث تسع وعشرون صحيفة فيها تهليل وتسبيح.
متوشلح
وقام بعده متوشلح بن أخنوخ، فعمر البلاد والنور في جبينه، وولد لا أولاد، وقد تكلم الناس في كثير من ولده، وإق البلغر والروس والصقالبة من ولده، وكانت حياته تسعمائة سنة وستين سنة، ومات في أيلول.
لمك
وقام بعده لمك، وكان في أيامه كوائن واختلاط في النسل، وتوفي،وكانت حياته سبعمائة سنة وتسعين سنة.
نوح
وقام بعدهنوح بن لمك عليه السلام، وقد كثبر الفساد في الأرض ة فاشتذت دياجي الظلم، فقام في الأرض داعيا إلى الله، فأ بوا إلا طغيانا وكفرأ، فدعا الله عليهم، فأوحى الله إليه أن اصنع الفلك، فلما فرغ من السفينة أتاه جبرائيل عليه السلام بتابوت آدم فيه رمته وكان ركوبهم في السفينة يوم الجمعة لتسع عشرة ليلة خلت من آذار، فأقام نوح ومن معه في السفينة على ظهر الماء وقد غرق جميع الأرض خمسة أشهر، ثم أمر الله تعالى الأرض أن تبتلع الماء والسماء أن تقلع، واستوت السفينة على الجودي، والجودي: جبل ببلاد باسورى، وجزيرة ابن عمر ببلاد الموصل، وبينه وبين دجلة ثمانية فراسخ، وموضع جنوح السفينة على رأس هذا الجبل إلى هذه الغاية.
وذكر أن بعض الأرض لم يسرع إلى بلع الماء، ومنها ما أسرع إلىبلعه عندما أمرت، فما أطاع كان ماؤه عذبا إذا احتفر، وما تأخر عن القبول أعقبها الله بماء ملح إذا احتفر، وسباخ وملاحات، ورمال، وما تخلف من الماء الذي امتنعت الأرض من بلعه انححر إلى قعور مواضع من الأرض، فمن ذلك البحار، وهي بقية الماء الذي عصت أرضه أهلك به أمم، وسنذكر بعد هذا الموضع من كتابنا هذا أخبار البحار ووصفها.
أولاد نوح
ونزل نوح من السفيتة ومعه أولاده الثلاثة، وهم: سام، وحام، ويافث، وكناته الثلاث أزواج أولاثه، وأربعون رجلا، وأربعون امرأة، وصاروا إلى سفح الجبل فابتنوا هنالك مدينة وسموها ثمانين، وهو اسمهاإلى وقتنا هذا، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، ودثر عقب هؤلاء الثمانين نفسا، وجعل الله نسل الخليقة من نوح من الثلاثة من ولم!، وقد أخبر الله عز وجل بذلك بقوله: " " وجعلنا ذريته هم الباقين " والله أعلم بهذا التأوبل.
والمتخلف عنه من ولمه الذي قال له: " يا بني اركب معنا هويام.
صفحة ١٠