وقسم نوح الأرض بين أولاثه أقساما، وخص كل واحد بموضع،ودعا على ولده حام لأمر كان منه مع أبيه قد اشتهر، فقال ة ملعون حام، عبد عنيد يكون لإخوته، ثم قال: مبارك سام، ويكثر الله يافث، ويحل يافث في مسكن سام. ووجدت في التوراة أن نوحا عاش بعد الطوفان ثلاثمائة سنة وخمسين سنة، فجميع عمرنوح تسعمائة وخمسون سنة وقد قيل غيرذلك.
مساكن حام بن نوح
فانطلق حام وأتبعه ولده، فنزلوا مساكنهم في البر والبحر على حسب ما نذكره بعد هذا الموضع من هذا الكتاب، وسنذكر تفرق النسل في الأرض ومساكنهم فيها من ولد يافث وسام وحام.
مساكن سام
فأما سام فسكن وسط الأرض من بلاد الحرم إلى حضرموت إلى عمان إلى عالج، فمن ولده إرم بن سام، وإرفخشذ بن سام بن نوح.
إرم بن سام
ومن ولد إرم بن سام عاذ بن عوص بن إرم بن سام وكانوا ينزلون الأحقاف من الرمل، فأرسل إليهم هوذ..
ثمود من ولد سام
وثمود بن عابر بن إرم بن سام، وكانوا ينزلون الحجر بين الشام والحجاز، فأرسل الله إليهم أخاهم صالحا، وكان من أمرهم مع صالح ما قد اتضح أمره، واشتهر خبره، وسنذكر بغد هذا الوضع من هذا الكتاب لمعا من أخباره وأخبار غيره من الأنبياء عليهم السلام.
طسم وجديسر وعمليق
وطسم وجديس ابنا لاوذ إرم، وكانوا ينزلون اليمأمة والبحرين، وأخوهما عمليق بن لاوذ بن إرم، نزل بعضهم الحرم، وبعضهم الشام، ومنهم العماليق، تفرقوا في البلاد، وأخوهم أميم بن لاوذ نزل أرض فارس، وسنذكر في باب تنازع الناس في أنساب الفرس من هذا الكتاب من ألحق كيومرت بأميم، وقيل: إن أميما نزل أرض وبار وهي التي غلبت عليها الجن على ما زعم الأخباريون من العرب.
ونزل بنو عبيل بن عوص أخي عاد بن عوص مدينة الرسول عليه السلام.
ماش بن إرم وأولالده
وولد سام بن نوح ماش بن إرم بن سام، ونزل بابل على شاطىء الفرات فلد نمروذ بن ماش، وهو الذي بنى الضرح ببابل، وجسر جسرا ببابل على شاطىء الفرات، وملك خمسمائة سنة، وهو ملك النبط، وفي زمانه فرق الله الألسن : فجعل في ولد سام تسعة عشر لسانا، وفي ولد حام سبعة عشر لسانا، وفي ولد يافث ستة وثلاثين لسانا، وتشعبت بعد ذلك اللغات وتفرقت الألسن، وسنذكر هذا في موضعه الذي يوجد في كتابنا هذا، وتفرق الناس في البلاد، وما قالوا في ذلك من الأشعار عند تفرقهم في البلاد بأرض بابل، ويقال: إن فالغ هو الذي قسم الأرض بين الأمم، ولذلك سمي فالغ، وهو فالح: أي قاسم.
فالغ بن سالخ وأولاده
وولد إرفخشذ بن سام بن نوح شالخ، فلد شالخ فالغ بن شالخ الذي قسم الأرض وهو جد إبراهيم عليه السلام، وعابر بن شالخ، وابنه قحطان بن عابر، وابنه يعرب بن قحطان، وهو أول من حياه ولده تحية الملك آنعم صباحا وأبيت اللعن وقيل: إن غيره حي بهذه التحية من ملوك الجيرة، وتحطان أبو اليمن كلها على حسب ما نذكربن شاء الله تعالى في باب تنازع الناس في أنساب اليمن من هذا الكتاب، وهو أول من تكلم بالعربية لإعرابه من المعاني وإبانته عنها، ويقطن بن عابر بن شالخ هو أبو جرهم وجرهم بنو عم يعرب، وكانت جرهم ممن سكن اليمن وتكلموا بالعربية، ثم نزلوا بمكة فكانوا بها، على حسب ما نورده من أخبارهم، وقطورا بنو عم لهم، ثم أسكنها الله إسماعيل عليه السلام، ونكح في جرهم؛ فهم أخوال ولده.
وذكر أهل الكتاب أن لمك بن سام بن نوح حي، لأن الله عزوجل أوحى إلى سام: إن الذي وكلته بجسد اعم أبقيته إلى آخر الأبد، وذلك أن سام بن نوح دفن تابوت آدم في وسط الأرض، وكل لمكا بقبره، وكانت وفاة سام يوم الجمعة؛ وذلك في أيلول، وكان عمره إلى أن قبضه الله عزوجل ستمائة سنة.
إرفخشذ بن سام
وكان القيم بعد سام في الأرض ولحه إرفخشذ، وكان عمره إلى أن قبضه الله عزوجل أربعمائة سنة وخمسا وستين سنة، وكانت وفاته في نيسان.
شالخ بن إرفخشذ
ولما قبض الله إرفخشذ قام بعده ولده شالخ بن إرفخشذ، وكان عمره إلى أن قبضه الله عز وجل أربعمائة سنة وثلاثين سنة.
عابر بن شالخ
ولما قبض الله شالخ قام بعده ولده عابر؛ فعمر البلاد، وكانت في أيامه كوائن وتنازع في مواضع من الأرض، وكان عمره إلى أن قبضه الله عز وجل إليه ثلاثمائة سنة وأربعين سنة.
فالغ بن عابر
صفحة ١١