74

المراح في المزاح

محقق

بسام عبد الوهاب الجابي

الناشر

دار ابن حزم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨هـ ١٩٧٧م

مكان النشر

بيروت

تكلم أَنت وَلَا تقل إِلاَّ حقًّا، فلطمها أَبُو بكر حَتَّى أَدمى فاها وَقَالَ: أوَ يَقُول غير الحقّ يَا عدوّة نَفسهَا؟ فاستجارت برَسُول الله ﷺ وَقَعَدت خلف ظَهره، فَقَالَ لَهُ النَّبِي ﷺ: إِنَّا لَم نَدعُكَ لِهذاَ أَو لَم نُرِد منكَ هذَا. وَقَالَت لَهُ مرّة وَقد غضِبت: أَنت الَّذِي تزْعم أَنك نَبِي الله؟ فَتَبَسَّمَ رَسُول الله ﷺ وَاحْتمل ذَلِك حلمًا وكرمًا، وَكَانَ يَقُول لَهَا إِنّيِ لأعرِفُ إِذَا كُنتِ عَنّيِ رَاضيَةً وَإِذَا كُنت عَلَيَّ غَضبى قَالَت: وَكَيف تعرف ذَلِك؟ قَالَ: إِذا رَضيِت قُلتِ لاَ وَإِلهِ مُحَمَّدٍ وَإِذَا غَضِبتِ قُلتِ لاَ وَإِلهِ إِبرَاهِيَم قَالَت: أَجَل يَا رَسول اللهِ مَا أَهجر إِلاَّ اسْمك وَقد أَلممْت بذلك فِي قولي: قَالَ حبيبى مِنْك قد ... عرَفتُ وَقت الغضبِ عِنْد الرضى تحلِفُ بِي ... وَمَعَ سواهُ بأَبي فَقلت لَا أَهجر إِلاَّ اس ... مَك يَا معِذّبي

1 / 108