54

المقتفى من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم

محقق

د مصطفى محمد حسين الذهبي

الناشر

دار الحديث-القاهرة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦هـ - ١٩٩٦م

مكان النشر

مصر

وَقَالَ عَليّ بن أبي طَالب وَهُوَ مرتجز يعْمل (لَا يَسْتَوِي من يعمر المساجدا ...) (يدأب فِيهَا قَائِما وَقَاعِدا ...) (وَمن يرى عَن التُّرَاب حائدا ...) أَمر الْأَذَان سنة إِحْدَى من الْهِجْرَة لما اجْتمع شَمل الْأَنْصَار وارتفع لِوَاء الْإِسْلَام وأقيمت الصَّلَوَات الْخمس وَفرض الْحَلَال وَالْحرَام كَانَ الْمُنَادِي يَقُول يَوْمئِذٍ الصَّلَاة جَامِعَة فيجتمع لأَدَاء الْفَرْض أهل الْقُلُوب الخاشعة وَكَانَ النَّبِي ﷺ قد أهمه أَمر الْأَذَان وعزم على إِقَامَة رجلَانِ بإطام الْمَدِينَة للإعلان وَذكر عِنْده الناقوس والبوق فكره شعار ذَوي الْعِصْيَان والفسوق حَتَّى أرى عبد الله بن زيد رُؤْيا علم الْأَذَان فِيهَا وَأصْبح ينْقل الْكَلِمَات الطَّيِّبَات لرب الْآيَات الْبَينَات ويرويها فَأمره أَن يلقِي مَا سَمعه على بِلَال وَمثلهَا أرِي عمر الْفَارُوق بَين الْهدى والضلال فَحَمدَ الإِمَام ربه وشكر وابتهج لِاتِّفَاق رُؤْيا عبد الله وَعمر وَاسْتمرّ بِلَال يشنف بدرر أَذَانه آذان الْقَوْم ثمَّ زَاده فِي الْفجْر قَوْله الصَّلَاة خير من النّوم فأقره على ذَلِك صَاحب الشَّرِيعَة وَقيل لِبلَال

1 / 78