44- أخبرنا محمد بن عبد السلام الأنصاري، وأحمد بن الحسن الباقلاني، قالا: أنا أحمد بن محمد بن غالب البرقاني، قال: وقرأت على أبي بكر الإسماعيلي رحمه الله أخبرك أبو يعلى، والحسن بن سفيان، قال البرقاني: وسمعت عبد الله بن إبراهيم الأبندوني يقول: قرئ على عمران بن موسى، قالوا: ثنا شيبان بن فروخ الأبلي -واللفظ للبوشنجي- #46# قنا همام بن يحيى، قنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قنا عبد الرحمن بن أبي عمرة؛ أنه سمع أبا هريرة؛ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن ثلاثة من بني إسرائيل؛ أبرص، وأقرع، وأعمى، قال: أراد الله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص، فقال: أي شيء أحب إليك؟
قال: جلد حسن، ولون حسن، فيذهب الله عز وجل عني هذا الذي قد قذرني الناس.
فمسحه، فذهب عنه قذره، وأعطي لونا حسنا، وجلدا حسنا، قال: فأي المال أحب إليك؟
قال: الإبل -أو البقر شك إسحاق، إلا أن الأبرص أو الأقرع سأل أحدهما الإبل، والآخر البقر- فأعطي ناقة عشراء، فقال: بارك الله لك فيها. قال: ثم أتى الأقرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ولون حسن، فيذهب الله عني هذا الذي قذرني الناس.
قال: فمسحه، فأعطي شعرا حسنا، ولونا حسنا. قال: فأي المال أحب إليك؟
قال: البقر.
قال: فأعطي بقرة حاملا، فقال: بارك الله لك فيها.
ثم أتى الأعمى، فقال: أي شيء أحب إليك؟
قال: أن يرد الله تعالى إلي بصري، فأبصر به الناس.
قال: فمسحه، فرد الله عز وجل إليه بصره، قال : فأي المال أحب إليك؟
قال: الغنم.
قال: فأعطي شاة والدا، فقال:بارك الله لك فيها.
قال: فأنتج هذان، وولد هذا فكان لهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم.
قال: ثم إنه أتى الأبرص في هيئته، وصورته، فقال: رجل مسكين، وابن السبيل، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله عز وجل ثم بك، أسألك بعيرا أتبلغ به في سفري؟
فقال: الحقوق كثيرة.
فقال: ألم تكن أبرص يقذرك الناس، فقيرا فأعطاك الله عز وجل المال.
فقال: إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر.
فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله -عز وجل- إلى ما كنت.
ثم أتى الأقرع في هيئته وصورته، فقال: رجل مسكين، وابن السبيل، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله -عز وجل- ثم بك، أسألك بقرة أتبلغ بها في سفري؟
فرد عليه مثل ما رد عليه الأبرص.
فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله -عز وجل- إلى ما كنت عليه.
ثم أتى الأعمى، في صورته، وهيئته، فقال: رجل مسكين، وابن السبيل، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله عز وجل ثم بك، أسألك شاة أتبلغ بها في سفري؟
فقال: كنت أعمى فرد الله على بصري فخذ ما شئت، فوالله لا أحمدك اليوم شيئا أخذته لله عز وجل.
فقال: ((أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك)).
وعلى هذا حديث الحسن، وأبي يعلى، غير أن في حديثهما زاد عند الدارة الأولى: ((بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمال)). ثم قال: ((بعيرا)).
وزاد عند الدارة الثانية: ((كأني أعرفك)). ثم قال: ((ألم تكن أبرص)).
وزاد عند الدارة الثالثة: ((بالذي رد عليك بصرك)).
ثم قال: ((شاة أتبلغ بها)). وقال فيه: ((فوالله لا أحمدك اليوم شيئا أخذته لله)). والباقي سواء أو قريب.
وفي حديث الأبندوني، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة: ((فوالله لا أحمد اليوم شيئا أخذته، قال: أمسك مالك)). والباقي سواء أو قريب.
صحيح أخرجه البخاري ، في كتابه، عن أحمد بن إسحاق، عن عمرو بن عاصم، وعن محمد -غير منسوب-، وقيل: هو الذهلي، عن عبد الله بن رجاء، جميعا، عن همام.
صفحة ٤٥