بسم الله الرحمن الرحيم وما توفيقي إلا بالله
أخبرنا الشيخان الإمامان الحافظان العلامتان، أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي، وأبو محمد القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد البرزالي، قراءة عليهما وأنا أسمع، في يوم الأربعاء: الخامس عشر من شوال سنة خمس وثلاثين وسبع مائة، بدار الحديث الأشرفية بدمشق -صانها الله تعالى-
قيل لهما: أخبرتكما الشيخة الصالحة العابدة، أم أحمد زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني، سماعا عليها، فأقرا به: أن نعم.
وقال الحافظ أبو محمد، وأنا بما فيه من حديث ابن مخلد وهناد النسفي؛ أبو يحيى إسماعيل بن أبي عبد الله بن حماد بن العسقلاني، قالا:
صفحة ١٦
1- أنا الشيخ أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد الدارقزي المؤدب، سماعا عليه، أنا محمد بن عبد الباقي أبو بكر الأنصاري، أنا أبو القاسم يوسف بن محمد بن أحمد بن المهرواني أخبرني أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، قال: قرئ على أبي عبد الله محمد بن مخلد -سنة ثلاثين وثلاثمائة-، ثنا حاتم بن الليث، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((عليكم بالرمي، فإنه خير لعبكم)).
صفحة ١٧
2- حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين، ثنا عمرو بن حماد بن طلحة، ثنا عامر بن يساف عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن بدر، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا ينظر الله -عز وجل- إلى صلاة رجل؛ لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده)).
صفحة ١٧
3- حدثنا عيسى بن عبد الله، ثنا رواد بن الجراح، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن #18# نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لو وضع إيمان أبي بكر، على إيمان هذه الأمة لرجح بها)).
صفحة ١٧
4- حدثنا أحمد بن نصر بن حماد، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن عباد بن منصور، عن القاسم بن محمد ، سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن الله تعالى، يقبل الصدقات ولا يقبلها إلا من طيب ثم يقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي الرجل مهره أو فصيله، حتى تكون الثمرة أعظم من أحد، أو مثل أحد)).
صفحة ١٨
5- حدثنا أحمد بن نصر، أنا أبي، ثنا عاصم بن محمد، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((صلة الرحم تزيد في العمر، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصنائع المعروف تقي ميتة السوء، ما قطر من عبد قطرتين أحب إلى الله تعالى من قطرة دم في سبيله، أو قطرة دمعة في جوف الليل وهو ساجد يناجي ربه عز وجل، وما جرع عبد جرعتين أحب إلى الله عز وجل من جرعة غيظ يكظمها بحلم، وحسن عفو، أو جرعة مصيبة محزنة موجعة، يردها بصبر، وحسن عزاء، وما خطا عبد من خطوتين أحب إلى الله تعالى، من رحم يصلها، أو إلى فريضة يؤديها)).
صفحة ١٩
6- حدثنا أبو بدر، ثنا محمد بن بلال، ثنا عمران القطان، عن الحجاج، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير [بن] بجيلة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((برئت الذمة ممن أقام مع المشركين في بلادهم)).
صفحة ١٩
7- حدثنا محمد بن الجارود، ثنا عيسى، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أخرج منها، وفيه أعيد فيها)).
صفحة ٢٠
8- حدثنا إبراهيم بن راشد، ثنا داود بن مهران، ثنا عبد الرحمن بن مالك، عن عطاء بن عجلان، عن أبي هريرة؛ ويزيد الرقاشي، عن أنس، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من قال: لا إله إلا الله، أحدا صمدا، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، كتب له أربعون ألف حسنة)).
صفحة ٢٠
9- حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، ثنا عبيد الله بن موسى، عن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاوية، عن أبي هريرة، قال:
قلت:يا رسول، ماذا رد ربك عز وجل في الشفاعة؟ قال:
((شفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصا، يصدق لسانه قلبه، وقلبه لسانه)).
آخر المنتقى من حديث ابن مخلد
صفحة ٢٠
ومن حديث هناد النسفي
10- أخبرنا الشيخ أبو حفص عمر بن طبرزد، قال أنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا هناد بن إبراهيم النسفي، قيل له: أخبركم محمد بن محمد بن سعيد بن روزبهان، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا محمد بن عبد الله المدني، ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال:
قال لقمان لابنه: ((أي بني! عود لسانك اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يرد فيهن سائلا)).
صفحة ٢١
11- حدثنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، ثنا الحسين بن صفوان، ثنا عبد الله ابن محمد، ثنا محمد بن الحسين، حدثني الأصمعي، قال:
لما حضرت جدي علي بن أصمع الوفاة، جمع بنيه، قال: أي بني! عاشروا الناس معاشرة إن عشتم حنوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم.
صفحة ٢١
12- وبه، ثنا عبد الله، قال:كتب إلي أبو نصر، قال: قال لي طاهر بن عبد الملك: سمعت أبي، يقول: سمعت الفضيل، يقول:
أنا في طلب رفيق، منذ عشرين سنة، إذا غضب لا يكذب علي.
صفحة ٢١
13- وبه، ثنا عبد الله، ثنا الحسين بن الحسن، ثنا عبد الله بن بكر السهمي، ثنا صاحب لنا، يكنى: أبا واثلة؛
أن معاوية دخلته موجدة على ابنه يزيد، فأرق لذلك ليلته، فلما أصبح، بعث إلى الأحنف بن قيس، فأتاه، فلما دخل عليه، قال:يا أبا بحر، كيف رضاك عن ولدك؟ وما تقول في الولد؟
قال: فقلت في نفسي: ما سألني أمير المؤمنين عن هذا إلا لموجدة دخلته على يزيد، فحضرني كلام لو كنت روأت عنه سنة لكنت قد أجدت.
فقلت: يا أمير المؤمنين، هم ثمار قلوبنا، كماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة، وسماء ظليلة، وبهم نصول إلى كل جليلة، فإن غضبوا يا أمير المؤمنين فأرضهم، وإن طلبوك فأعطهم، يمحضوك ودهم، ويلطفوك جهدهم، ولا تكن عليهم قفلا؛ لا تعطهم إلا نزرا فيملوا حياتك، ويكرهوا قربك.
قال: لله درك يا أحنف! والله لقد بعثت إليك، وإني لمن أشد الناس موجدة على يزيد، فلقد سللت سخيمة قلبي، يا غلام، اذهب إلى يزيد، فقل له: إن أمير المؤمنين يقرئك السلام، وقد أمر لك بمائتي ألف، ومائتي ثوب، فابعث من يقبض ذاك، فأتاه الرسول فأخبره.
فقال: من عند أمير المؤمنين؟
قال: الأحنف.
فبعث رسولا يأتيه بالمال، ورسولا يأتيه بالأحنف إذا خرج من عند أمير المؤمنين فأتاه الأحنف، وأتاه المال.
فقال: يا أبا بحر، كيف رضا أمير المؤمنين؟
فأعاد عليه الكلام الذي كلم به معاوية.
فقال: لا جرم، لأقاسمنك الجائزة، فأمر له بمائة ألف، ومائة ثوب.
صفحة ٢١
14- سمعت أبا بكر محمد بن إدريس الحافظ، يقول: سمعت محمد بن أحمد بن يعقوب، يقول: سمعت ابن البراء، يقول:
قال كسرى لجلسائه: أي شيء أضر على ابن آدم؟
قالوا: الفقر.
فقال كسرى: الشح أضر منه، لأن الفقير إذا وجد اتسع، والشحيح لا يتسع إذا وجد.
صفحة ٢٣
15- أخبرنا محمد بن حامد بن أحمد، ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد، ثنا محمد بن أحمد بن البراء، ثنا أحمد بن محمد الرقاشي، قال: قال شيبان:
مررت بأعرابية في صحراء، في خيمة وحدها، فقلت: يا أعرابية: أقنعت بهذا المنزل؟
قالت: لولا قنوع العباد، خربت البلاد.
قلت: من أين مطعمك؟
قالت: يطعمني مطعم الذرة، هي أقل حاسة مني.
قلت: من يؤنسك، ها هنا؟
قالت: مؤنس الموتى في قبورهم.
قال: فتركتها ومضيت.
صفحة ٢٣
16- سمعت أبا الحسين محمد بن علي بن مخلد الوراق -ببغداد-، يقول: سمعت أحمد بن محمد بن عمران، يقول: سمعت محمد بن يحيى يقول: سمعت محمد بن يونس، يقول: سمعت عبد الملك بن قريب، يقول: سمعت أبا عمرو بن العلاء، يقول:
اثنتين وستين كلمة، قالها النبي صلى الله عليه وسلم ابتداء، ما سبقه أحد من الأدباء، ولا الفصحاء، ولا العلماء، ولا العرب ، ولا أحد من المخلوقين قوله صلى الله عليه وسلم:
[1] ((يا خيل الله اركبي)).
[2] ((لا ينتطح فيها عنزان)).
[3] ((لا يلسع المؤمن من جحر مرتين)).
[4] ((الآن حمي الوطيس)).
[5] ((لا يجني على المرء إلا يده)).
[6] ((الشديد من غلب نفسه)).
[7] ((ليس الخبر كالمعاينة)).
[8] ((الشاهد يرى ما لا يرى الغائب)).
[9] ((ساقي القوم آخرهم شربا)).
[10] ((لو بغى جبل على جبل، جعله الله دكا)).
[11] ((ابدأ بمن تعول)).
[12] ((الحرب خدعة)).
[13] ((المسلم مرآة أخيه)).
[14] ((خير الرزق ما كفى)).
[15] ((مات حتف أنفه)).
[16] ((اليد العليا خير من اليد السفلى)).
[17] ((البلاء موكل بالمنطق)).
[18] ((المسلمون أكفاء كأسنان المشط)).
[19] ((فضل العلم خير من فضل العبادة)).
[20] ((أي داء أدوى من البخل)).
[21] ((ترك الشر صدقة)).
[22] ((الغنى غنى النفس)).
[23] ((الأعمال بالنية)).
[24] ((الحياء خير كله)).
[25] ((اليمين الفاجرة تترك الديار بلاقع)).
[ 26] ((أعجل الشر عقوبة البغي)).
[27] ((الخيل في نواصيها الخير)).
[28] ((عدة المؤمن كأخذ باليد)).
[29] ((إن من الشعر حكما، وإن من البيان لسحرا)).
[30] ((الصحة والفراغ، نعمتان مغبون فيهما)).
[31] (ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء)).
[32] ((استعينوا على الحوائج بالكتمان)).
[33] ((المكر والخديعة في النار)).
[34] ((ليس منا من غشنا)).
[35] ((المرء مع من أحب)).
[36] ((من قتل دون ماله فهو شهيد)).
[37] ((المستشار مؤتمن)).
[38] ((العائد في هبته كالعائد في قيئه)).
[39] ((ليس منا من لم يعرف حق كبيرنا، ويرحم صغيرنا)).
[40] ((الندم توبة)).
[41] ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)).
[42] ((من لم يرحم، لا يرحم)).
[43] ((الولد للفراش، وللعاهر الحجر)).
[44] ((الدال على الخير كفاعله)).
[45] ((حبك للشيء يعمي، ويصم)).
[46] ((لا يشكر الله من لم يشكر الناس)).
[47] ((كل معروف صدقة)).
[48] ((لا يأوي الضالة إلا ضال)).
[49] ((اتقوا النار، ولو بشق تمرة)).
[50] ((الأرواح جنود مجندة)).
[51] ((مطل الغني ظلم)).
[52] ((السفر قطعة من العذاب)).
[53] ((المؤمنون عند شروطهم)).
[54] ((الناس معادن كمعادن الذهب)).
[55] ((من تمام التحية المصافحة)).
[56] ((الظلم ظلمات يوم القيامة)).
[57] ((جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها)).
[58] ((ما نقص مال من صدقة)).
[59] ((لا رضاع بعد فطام)).
[60] ((لا يتم بعد احتلام)).
[61] ((لا تعرب بعد الهجرة)).
آخر المنتقى من حديث هناد.
صفحة ٢٤
ومن حديث محمد بن إسماعيل الفارسي
17- أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد، أنا الشيخ أبو غالب محمد بن محمد العكبري، في ذي الحجة، سنة ثلاث وعشرين، وخمس مائة، أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الفارسي، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد -بصنعاء- أنا عبد الرزاق، عن الثوري، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل)).
قالوا: وما هم يا رسول الله؟
قال: ((يسبح أحدكم عشرا، ويكبر عشرا، ويحمد عشرا، في دبر كل صلاة، فذلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، وإذا أوى أحدكم إلى فراشه، كبر الله، وحمده، وسبحه مائة باللسان، وألف في الميزان، فأيكم يعمل في يومه، وليلته، ألفين وخمسمائة سيئة))؟!
قال: ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدهن هكذا، وعد بأصابعه.
قالوا: يا رسول الله، كيف لا يحصيها؟
قال: ((يأتي أحدكم الشيطان في صلاته، فيقول: اذكر حاجة كذا وكذا، حتى ينصرف، ولم يذكر، ويأتيه عند منامه، فينومه ولم يذكر)).
صفحة ٣١
18- وبه عن الثوري، عن منصور، عن أبي سعيد الخزاعي، عن ابن أبزى، قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في صلاته، هكذا؛ وأشار بإصبعه السبابة.
صفحة ٣٢
19- حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا سفيان، عن أبيه، عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن خزيمة بن ثابت الأنصاري، قال:
جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخفين للمسافر ثلاثا، وللمقيم يوما.
صفحة ٣٢