ومن المنقذ؟!
رجل يجمع بين الحكمة والقوة، بين الرؤية والسلطة، بين مجال الوجود والماهية ومجال الحس والتجربة «ولهذا يتحتم أن تكون لديه المعرفة بالرياضيات ليحقق المشاركة بينهما!». عن طريق الحب «الأيروس:
20
الشوق الدائب لوجود المثل الحق، أي للحكمة»، وعن طريق الجدل «الديالكتيك: كطريق صاعد إليها»، يمكنه أن يوحد بين العالمين، أن يطبع صورة المثال على وجه الشيء، أن يقرب مجتمعه الفاسد من المجتمع الأمثل، أن يخرج إخوته المسجونين - منذ طفولتهم أو منذ القدم - إلى نور الشمس، أن يختم آخر فصل في مأساة البشرية ...
بنظرية المثل مع نظرية الحب «الأيروس»، بالقول السقراطي «اللوجوس» مع الأسطورة، بالمشاركة مع الإحساس بالهاوية «الثنائية»، بالحماس الفلسفي مع إدانة العالم،
21
بهذا يوحد بين النموذج «أيدوس» والنسخة «أيدولون» وحدة رأسية لا هيراقليطية؛ «ولهذا كانت عاطفة كفاحه في صميمها عاطفة إلهية، فهو مواطن في العالمين».
لكن المنقذ ليس مثاليا أعمى، فالحلم عسير، والحالم يحلم مفتوح العينين:
فليس من السهل على كل إنسان أن ينفصل عن العالم السفلي ليطمح إلى الأعلى، أن يخرج من الظلام والضلال والاضطراب إلى النور والوعي والحرية.
وليس من السهل أن يتحقق عالم المثل «أو قل عالم العقل» فوق الأرض الناقصة بطبيعتها، وسط الناس المفطورين على الحسد والشر والغدر.
صفحة غير معروفة