مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره
الناشر
دار الكتاب العملي
سنة النشر
١٤٠٥ هجري
وفي مناظرة ابن تيمية مع ابن مطهر عونٌ أي عون على عمق التحاور في فقه وأدب واحتشام وإن لم يتصف بذلك أهل العلم فمن يكون أولى به منهم ؟؟ !!.
قال ابن مطهر : الإِمامة هي أهم المطالب في أحكام الدين، والتي يحصل بسبب إدراكها نيل درجة الكرامة، وهي أحد أركان الإيمان المستحق بسببه للخلود في الجنان. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - ((من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية)).
ابن تيمية : ان الإِمامة (أهم المطالب) كذب بالإجماع إذ الإِيمان أهم، فمن المعلوم بالضرورة أن الكفار على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا إذا أسلموا أجري عليهم أحكام الإِسلام ولم تذكر لهم الإِمامة بحال فكيف تكون أهم المطالب؟.
أم كيف يكون الإِيمان بإمامة محمد بن الحسن المنتظر من أربعمائة ونيف وستين سنة ليخرج من سرداب سامراء أهم من الإِيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه؟.
وإن كان ما بأيديكم كافياً في الدين فلا حاجة إلى المنتظر، وإن لم يكن كافياً، فقد أقررتم بالنقص والشقاء حيث كانت سعادتكم موقوفة على أمر آمر لا تعلمون بماذا أمر؟.
وقولك ((إن الإِمامة أحد أركان الدين)) جهل وبهتان فإن النبي صلى الله عليه وسلم فسر الإِيمان وشعبه، ولم يذكر (الإِمامة) في أركانه، ولا جاء ذلك في القرآن.
وأما قولك في الحديث ((من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)) فنقول: من روى هذا؟ وأين إسناده؟ بل والله ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم هكذا.
ثم لو صح الحديث الذي أوردته لکان علیکم لا لكم، فمن منكم يعرف
22