ولكنها سياسة: حك لي أحك لك.
وبعد، فليس لبنان وحده مسئولا عن أمين، فالريحاني للعرب أجمعين، فلنتكاتف جميعا مستمدين شفاعة قديسي المجلس النيابي ... فنشيد ضريحا للمجاهد العظيم، فنكبر في عيون زواره الأجانب.
بنى مغتربونا قصرا للمكرزل في الفريكة، أفلا يبني المقيمون من ملوك ورؤساء وزعماء وشعب بيتا يستريح فيه أبو الجامعة العربية؟
7 / 7 / 1948م
هؤلاء رهبانك يا مار مارون
لا تخف، أيها القطيع الصغير، فالراعي الأعظم رءوف بخرافه، ومتى سمع صوتها فلا يقسي قلبه.
إن النبأ الذي أذعتموه لمراسلكم الباريسي تحت عنوان: «انتداب فوق الانتداب»، وفيه نعي استقلال الطائفة المارونية الذي قضت عليه رهبانها وعرائضهم، قد جرح كل ماروني في شغاف قلبه.
ليست هذه أول مرة في التاريخ يفعل الرهبان ما فعلوا - إننا نظلم الرهبان فلنقل رؤساءهم - ليس الذنب ذنبهم، بل ذنبنا نحن الذين نتركهم يرعون ويبطرون، ولو راعوا حرمة أمتهم قلنا: «فليأكلوا هنيئا مريئا.» ولكنهم أناخوا بكلكلهم على أوقافنا، لا لشيء إلا عبادة الله ونذر الطاعة والعفة والفقر.
أما العفة فليس لي فيها ما أقول، فكلهم - والحمد لله - عفيف القلب.
أما الجيوب فكثيرا ما رأيناها وارمة حتى الانفزار.
صفحة غير معروفة