إن تقنين العلم لا يجوز؛ فلندع الناس وشأنهم.
قرأت مؤخرا أن امرأة أميركية في الثمانين أنهت دراستها الثانوية ودخلت الجامعة. ترى ماذا يقال لها لو طلبت الالتحاق بجامعتنا؟
وبعد، فأنا لا أثق أن بيد من يقومون مسابقات التلاميذ ميزان الدينونة ... إن الامتحان محنة، ويكون محنة على محنة إذا كان المميز غير خبير؛ فليس الصحفي ولا الشاعر ولا الأديب صالحا لهذه المهمة، ناهيك أن الامتحانات لا يصح أن تكون مقياسا للقدرة والكفاءة، كما أن المميز الحاكم بأمره لو قدم امتحانا في المادة التي يحققها ربما لا يحرز علامة أعلى من علامة الطالب الذي امتحنه، وخصوصا إذا كان الامتحان كامتحان البكالوريا يعتمد على الذاكرة.
وأخيرا لقد بدأت وزارتنا في رفع مستوى الثقافة من فوق، مع أن المخل يوضع من تحت، والأساس يبنى قبل السقف، فهل فكرت الوزارة في هدم هذا المنهاج الذي ما زلنا ندور في حلقته المفرغة منذ وضعت البكالوريا؟
هل أدركت الوزارة أنه معمول طبقا لكتاب معلوم لتظل دفاتره رائجة؟
وإلا فما هذه النتف المطلوبة في المنهاج العتيد؟
إن العنكبوت المعششة في زوايا وزارة التربية يجب أن تكنس، ثم ينظر في المنهاج بعد هذا التنظيف، وإلا فتعديل المنهاج لا يخرج عن النطاق الذي ضرب حوله.
والامتحانات يجب أن تجري بمعزل عن كل العوامل الخارجية، أقول هذا لأنني مارست ذلك، وعرفت ماذا كان يطلب.
قال أحد الكهنة يعظ أبناء رعيته: يا أولادي المباركين، لا تخلوا الصبيان والبنات يسرحوا سوا، نحن كنا وليدات مثلهم «ومنعرف» ...
نعم، أنا كنت من الممتحنين، وأعرف جميع المداخلات، عليا وسفلى؛ فلتحارب الوزارة الجليلة على هذه الجبهة إذا شاءت أن تربح المعركة.
صفحة غير معروفة