غير أن هذا لم يكن ليعبر إلا عن نصف الحقيقة،
128
لذلك انتهيت إلى الحكم بأنه إذا كان الحيوان لا ينشأ أبدا نشأة طبيعية، فإنه لا يفسد كذلك بطريقة طبيعية، وأن الأمر لا يقتصر فحسب على استحالة التولد، بل يتعداه إلى استحالة الفناء الكامل، واستحالة الموت بمعناه الدقيق. وهذه التأملات التي تمت بطريقة بعدية، واستخلصت من التجربة تتفق تمام الاتفاق مع المبادئ التي استنتجت فيما سبق بطريقة قبلية
129 (قارن التيوديسية 90). (77)
يمكن القول إذن بأن النفس (وهي مرآة عالم لا يندثر)
130
ليست هي وحدها التي لا يجوز عليها الفناء، بل كذلك الحيوان نفسه،
131
على الرغم من أن آلته تفسد في كثير من الأحوال فسادا جزئيا وتنزع أو ترتدي أغشية عضوية
132 (قارن التيوديسية، المقدمة 6 و340 و352 و353 و358). (78)
صفحة غير معروفة