وكأن ما يهيئه الله للنفوس يعطل
78
قوانين الأجسام، وإنما يتم وفقا لنظام الأشياء الطبيعية ذاتها، بفضل الاتساق المقدر منذ الأزل بين مملكة الطبيعة ومملكة الفضل الإلهي، بين الله بوصفه المهندس والله بوصفه الحاكم؛ بحيث تؤدي الطبيعة نفسها إلى الفضل الإلهي، كما يحقق الفضل الإلهي كمال الطبيعة باستخدامه لها.
79 (16)
وعلى الرغم من أن العقل يعجز عن إفادتنا بشيء عن دقائق المستقبل البعيد،
80
الذي ادخر العلم به للوحي، فإننا نستطيع مع ذلك أن نتأكد عن طريق هذا العقل نفسه من أن الأشياء قد خلقت على نحو يفوق كل أمانينا. ولما كان الله، وهو أكمل الجواهر وأسعدها، هو كذلك أجدرها بالحب، وكان الحي النقي الصادق
81
يقوم على الفرح بما يصيب المحبوب من أسباب الكمال والسعادة، فإن هذا الحب عندما ينصب على الله، خليق بأن يتيح لنا أكبر قدر من البهجة يسعنا التنعم به. (17)
ومن السهل علينا أن نحبه الحب الذي هو جدير به، لو عرفناه على النحو الذي ذكرته.
صفحة غير معروفة