ملحق الأغاني (أخبار أبي نواس)
محقق
علي مهنا وسمير جابر
الناشر
دار الفكر للطباعة والنشر
مكان النشر
لبنان
كان بالكرخ غلام يقال له حمدان الرفاء وكان جميلا حاذقا بعمله وله أب متدين فكان يلقى في ابنه كل بلاء من الفساق فجعله في غرفة فوق دكانه فكان إذا صعد إلى غرفته شال السلم وتركه يعمل وحده عمله فذكر في مجلس قد حضره أبو نواس فحفظ صفة الدكان فقصد قصد الغلام وجعل يصرف الحيل في أمره فتهيأ له أن اخذ خلعة من خلع محمد بن زبيدة فيها مواضع أرفاء فحلق شاربه وشمر ثيابه واظهر سمتا ووقارا وقصد الشيخ وجلس إليه وحدثه حتى أنس الشيخ به ثم عرض عليه الحال وأظهر الخلعة وقال أنا رجل شاعر من أهل البصرة متصل بأمير المؤمنين وقد وقع في هذه الخلعة مواضع خرق وقد احتجت إلى من يرفوها فدللت عليك فاخذ الخلعة وقلبها وصاح بابنه فأشرف عليه فقال خذ هذه الخلعه فارف ما فيها وجودها واترك ما في يديك من العمل وعجلها فأخذها الغلام وقعد أبو نواس فلما أبطأ في القعود قال أبو نواس للشيخ أحتاج أن أصعد إلى هذا الفتى لأقفه على ما يعمل فأمره أن يصعد إليه ووثق به فصعد إلى الغلام فقال أبو نواس لأبيه عرف هذا الفتى أعزك الله ما جئناك له وائذن في التعجيل بقضاء حاجتي فقال افعل يا بني فنال منه مراده وقال فيه
( وظبي هممت بتعليقه
وقد مر يخطر في سوقه )
( تقي الأديم بطاريقه
وصافي الحرائر في زيقه )
( حسدت الخيوط وقد بلها
بعذب المباحة من ريقه )
( أعان القميص على نيكه
ونلت مناي بتخريقه )
صفحة ٩٩