ملحق الأغاني (أخبار أبي نواس)
محقق
علي مهنا وسمير جابر
الناشر
دار الفكر للطباعة والنشر
مكان النشر
لبنان
لما كان أبو نواس في أول أمره في العطارين يبري العود كان له أستاذ يكنى أبا الازهر فتزوج أبو الأزهر امرأة فلم تلبث معه حتى سألته الطلاق فطلقها ثم تزوج أخرى فكانت كذلك فنقر عن أمره مع نسائه فوجد أبا نواس يغريهن به ويبلغهن ما لم يقله ولم يفعله فقال له ما الذي حملك على هذا فقال سمعت أنه من لم يضر ولم ينفع فليس من الناس وأنا صبي ولا أقدر على النفع فقلت أضر لادخل في جملة الناس فقال له اذهب فوالله لا تفلح أبدا
أبو نواس والسندي بن صدقة
قال علي بن العباس بن جريج الرومي الشاعر قال لي أبي وجه بي الأمير عبيد الله بن عيسى بن جعفر إلى السندي بن صدقة والسندي أحد وجوه مدينة السلام وأدبائها وهو خال أحمد بن يحيى البلاذري قال فإني عنده إذ دخل عليه رجل أسمر طويل مفتول حسن الوجه جيد اللحم اسود اللحية بعارضيه نبذة بياض وعليه بزة حسنة وفي رجليه نعل رقيقة فلما بصر به السندي قام إليه وأجله فأنشده الفتى الداخل عليه قبل قعوده
( إذا انكسرت عليك دلفت نحوي
وإن قامت فأنت غراب نوح )
( وإن صرنا إليك نريد شربا
برزت لنا أصم على جموح )
فقال له السندي بالحرمة إلا أمسكت ولم تزد فأمسك وقعد وسأله السندي أفي هذا اليوم البارد في رداء ونعل فقال قد قلت في هذا اليوم بيتين وعولت بهما عليك قال قل فأنشده الفتى وكان في أيام العجوز
( ويوم من أيام العجوز كأنما
وجوه الندامى فيه بالثلج تلفح )
( جعلنا صلاه الراح فالتهبت بنا
وأوقدت الأجواف فالجلد يرشح )
فقلت من هذا فقال هذا أبو نواس ومن شعر أبي نواس
صفحة ٢٠٧