ملحق الأغاني (أخبار أبي نواس)
محقق
علي مهنا وسمير جابر
الناشر
دار الفكر للطباعة والنشر
مكان النشر
لبنان
( الحسن منه على ما كنت أعهده
والشعر حرز له ممن يطالبه )
( أبهى وأكثر ما كانت محاسنه
إذ سال عارضه واخضر شاربه )
( وصار من كان يلحى في محبته
إن سيل عني وعنه قال صاحبه )
روى جماعة أن أبا نواس غري بغلام من ثقيف وقد كان الغلام قد نسك فكان لا يدخل المسجد إلا للقرآن أو للفرائض ولا يتشاغل بغيرهما مخافة أن يحتال عليه أبو نواس فما زال يحتال عليه حتى قاعد أهل النحو ثم مال به إلى أهل العروض فما زال ينقله من علم إلى علم حتى أقعده في حلقة الشعراء وكان لهم بالبصرة موضعان موضع بالمربد وموضع بالمسجد ثم قال له يوما يا سيدي أي ذنب لك فتتوب منه ومن أي شيء تنسكك أنت تنسك الناس أيرى الله عز وجل حسن وجهك وهو يسيء إليك أو يسيء إلى أحد بك فلما صار طوعه لعب به وأنشأ يقول
( إذا ما وطىء الأمرد
للعلم حصا المسجد )
( فقد حل لنا عقدا
من التكة واستسفد )
( فإن كان عروضيا
فقولوا سجد الهدهد )
( وإن أعجبه النحو
فها ذاك له أجود )
( وإن مال إلى الفقه
فللفقه له أفسد )
( وإن كان كلاميا
فحرك طرف المقود )
( وميله إلى الجبر
ففيه قرب ما يبعد )
( وخذه كيفما شئت اقتضابا
أو على موعد )
صفحة ١٢٧