الإمام أبو الشعثاء جابر بن زيد من أعظم رجال المذهب الأباضي وأئمته الإمام المجتهد أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي العماني المولود عام 18 ه ( الموافق 628 م ) بقرية قريبة من مدينة نزوى عاصمة المملكة العمانية المتوفى سنة 93 ه ( 711 م ) بالبصرة . نشأ أولا بعمان ثم ارتحل إلى البصرة لأجل طلب العلم فأقام بها إلى أن مات فنسب إليها . وكان أعلم أهل زمانه وأحفظهم للحديث النبوي وأتقاهم لله عزوجل . أخذ العلم عن كثير من الصحابة ومما قاله عن نفسه في هذا المعنى تحدثا بنعمة الله عليه : أدركت سبعين رجلا من أهل بدر فحويت ما عندهم من العلم إلا البحر الزاخر يعني سيدنا عبد الله بن عباس جد العباسيين وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكما أخذ جابر عن ابن عم الرسول فكذلك أخذ عن أشهر أزواجه السيدة عائشة ابنة الصديق رضي الله عنهما . وفي التنويه بغزارة علمه قال ابن عباس اسألوا جابر بن زيد فلو سأله من بالمشرق والمغرب لوسعهم علمه . ولما مات جابر قال أنس بن مالك خادم رسول الله : مات اليوم أعلم من في الأرض . وقال قتادة : اليوم مات عالم العرب . وقال إياس بن معاوية رأيت البصرة وما فيها مفت غير جابر بن زيد ، مع كثرة من فيها يومئذ من الفقهاء الأجلاء كالحسن البصري وسعيد بن المسيب وثابت البناني وغيرهم . ومن المأثور أنه لما قربت وفاته تمنى رؤية الحسن البصري فجاءه الحسن مسرعا هو وثابت فسأله جابر بقوله أخبرني يا أبا سعيد عن حديث ترويع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المؤمن إذا حضرته الوفاة ، قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المؤمن إذا حضرته الوفاة وجد على كبده بردا .
صفحة ٢٨