على أهل مكة - وهما جبلاها اللذان هي بينهما فقال «بل أستأني بهم لعل اللَّه أن يخرج من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئا» .
فلما نزل بنخلة في مرجعه قام يصلي من الليل ما شاء اللَّه فصرف اللَّه إليه نفرا من الجن. فاستمعوا قراءته ولم يشعر بهم رسول اللَّه ﷺ حتى نزل عليه ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ﴾ [الأحقاف: ٢٩]- إلى قوله - ﴿أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [الأحقاف: ٣٢] (١) . وأقام بنخلة أياما. فقال زيد بن حارثة ﵁ كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك؟ - يعني قريشا - فقال «يا زيد إن اللَّه جاعل لما ترى فرجا ومخرجا. وإن اللَّه ناصر دينه ومظهر نبيه» .
ثم انتهى إلى مكة. فأرسل رجلا من خزاعة إلى المطعم بن عدي أدخل في جوارك؟ فقال نعم. فدعا المطعم بنيه وقومه فقال البسوا السلاح وكونوا عند أركان البيت. فإني قد أجرت محمدا. فلا يهجه أحد فانتهى رسول اللَّه ﷺ إلى الركن فاستلمه. وصلى ركعتين. وانصرف إلى بيته والمطعم بن عدي وولده محدقون به في السلاح حتى دخل بيته.
[الإسراء والمعراج]
الإسراء والمعراج ثم أسري برسول اللَّه ﷺ إلى بيت القدس راكبا على البراق صحبة جبريل ﵇. فنزل هناك. وصلى بالأنبياء إماما. وربط البراق بحلقة باب المسجد. ثم عرج به إلى السماء الدنيا. فرأى فيها آدم. ورأى أرواح السعداء عن يمينه والأشقياء عن شماله. ثم إلى الثانية. فرأى