مختصر سيرة الرسول - مطابع الرياض

محمد بن عبد الوهاب ت. 1206 هجري
111

مختصر سيرة الرسول - مطابع الرياض

الناشر

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

[خروجه ﷺ إلى الطائف] رجعنا إلى سيرته ﷺ. خروجه ﷺ إلى الطائف ولما اشتد البلاء من قريش على رسول اللَّه ﷺ بعد موت عمه خرج إلى الطائف، رجاء أن يؤووه وينصروه على قومه ويمنعوه منهم حتى يبلغ رسالة ربه. ودعاهم إلى اللَّه ﷿ فلم ير من يؤوي ولم ير ناصرا، وآذوه أشد الأذى. ونالوا منه ما لم ينل قومه. وكان معه زيد بن حارثة مولاه. فأقام بينهم عشرة أيام. لا يدع أحدا من أشرافهم إلا كلمه فقالوا: اخرج من بلدنا. وأغروا به سفهاءهم. فوقفوا له سماطين. وجعلوا يرمونه بالحجارة وبكلمات من السفه هي أشد وقعا من الحجارة. حتى دميت قدماه وزيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصابه شجاج في رأسه فانصرف إلى مكة محزونا. وفي مرجعه دعا بالدعاء المشهور «اللَّهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي، وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أو إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل علي غضبك، أو ينزل بي سخطك. لك العتبى حتى ترضى. ولا حول ولا قوة إلا بك» (١) . فأرسل ربه ﵎ إليه ملك الجبال يستأمره أن يطبق الأخشبين

(١) عزاه السيوطي في الجامع للطبراني في الكبير عن عبد بن جعفر.

1 / 115