284

مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى

تصانيف

التصوف

قال أنس بن سيرين: كان لمحمد بن سيرين سبعة أوراد يقرؤها بالليل، فإذا فاته منها شيء قرأه من النهار.

عن هشام قال: كان ابن سيرين يحيي الليل في رمضان.

عن دهير قال: كان ابن سيرين إذا ذكر الموت مات كل عضو منه على حدته.

قال مهدي: كنا نجلس إلى محمد فيحدثنا ونحدثه ويكثر غلينا ونكثر إليه فإذا ذكر الموت تغير لونه واصفر وأنكرناه وكأنه ليس بالذي كان.

عن ابن عون أن محمد بن سيرين كان إذا نام وجه نفسه.

كان الرجل إذا سال ابن سيرين عن الرؤيا قال: اتق الله عز وجل في اليقظة ولا يضرك ما رأيت في المنام.

قالت أم عباد نزلنا مع محمد ابن سيرين في الدار، فكنا نسمع بكاءه بالليل وضحكه بالنهار.

الصقر، يعني ابن حبيب، قال: مر ابن سيرين برآس قد خرج رأسا فغشي عليه.

بكر بن عبد الله المزني

قال بكر بن عبد الله: إذا رأيت من هو أكبر منك فقل: هذا سبقني بالإيمان والعمل الصالح فهو خير مني، وإذا رأيت من هو أصغر منك فقل: سبقته إلى الذنوب والمعاصي فهو خير مني، وإذا رأيت إخوانك يكرمونك ويعظمونك فقل: هذا فضل أخذوا به، وإذا رأيت منهم تقصيرا فقل: هذا ذنب أحدثته.

وقف مطرف بن عبد الله بن الشخير، وبكر بن عبد الله المزني بعرفة فقال مطرف: اللهم لا تردهم اليوم من أجلي. وقال بكر: ما أشرفه من مقام وأرجاء لأجله لولا أني فيهم.

عن بكر بن عبد الله قال: كان الرجل من بني إسرائيل إذا بلغ المبلغ فمشى في الناس تظله غمامة. قال: فمر رجل قد أظلته غمامة على رجل فأعظمه لما رآه لما آتاه الله عز وجل. قال: فاحتقره صاحب الغمامة، أو قال كلمة نحوها، فأمرت أن تتحول من رأسه إلى رأس الذي عظم أمر الله عز وجل.

عن حميد قال: كان بكر مجاب الدعوة.

قال بكر بن عبد الله المزني: من مثلك يا ابن آدم? خلي بينك وبين المحراب والماء.

كلما شئت دخلت على الله عز وجل ليس بينك وبينه ترجمان.

عن بكر بن عبد الله المزني قال: لا يكون العبد تقيا حتى يكون تقي الطمع، تقي الغضب.

صفحة ٢٨٨