221

مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى

تصانيف

التصوف

قال العباس: وسمعت شهاب بن عباد قال: دخل رجل بيت محمد بن سوقة فرأى على الباب ستر مسح، فجعل ينظر إليه، ففطن ابن سوقة فقال: لعلك ترى أني ندمت، لا ما ندمت.

نزل محمد بن المنكدر على محمد بن سوقة بالكوفة فحمله على حمار، فسألوه فقالوا: يا عبد الله أي العمل أحب إليك? قال: إدخال السرور على المؤمن. قالوا: فما بقي مما يستلذ? قال: الإفضال على الإخوان.

عن مهدي بن سابق قال: طلب ابن أخي محمد بن سوقة منه شيئا فبكى فقال له: والله يا عم لو علمت أن مسألتي تبلغ منك هذا ما سألتك قال: ما بكيت لسؤالك إنما بكيت لأني لم أبتدئك قبل سؤالك.

عن محمد بن سوقة قال: أمران لو لم نعذب إلا بهما لكنا مستحقين بهما لعذاب الله: أحدنا يزاد الشيء من الدنيا فيفرح فرحا ما علم الله أنه فرحه بشيء زاده قط في دينه، وينقص الشيء من الدنيا فيحزن عليه حزنا ما علم أنه حزنه على شيء نقصه قط في دينه.

سليمان بن مهران الأعمش الأسدي

عن عيسى بن يونس قال: ما رأينا في زماننا مثل الأعمش، ما رأيت الأغنياء والسلاطين في مجلس أحد أحقر منهم في مجلس الأعمش وهو محتاج إلى درهم.

كان الأعمش قريبامن سبعين سنة لم يفته التكبيرة الأولى،واختلفت إليه قريبا من سبعين فما رأيته يقضي ركعة قال يحيى القطان إذا ذكر الأعمش قال: كان من النساك، وكان محافظا على الصلاة في الجماعة وعلى الصف الأول. قال يحيى: وهو علامة الإسلام.

قال الأعمش: إني لأحب أن أعافى في إخواني لأنهم إن بلوا بليت معهم إما بالمواساة وفيها مؤونة، وإما بالخذلان وفيه عار.

قال سفيان: لو رأيت الأعمش لقلت: مسكين.

قال ابن عياش: دخلت على الأعمش في مرضه الذي توفي فيه فقلت: أدعو لك طبيبا? فقال: ما أصنع به? فوالله لو كانت نفسي في يدي لطرحتها في الحش، إذا أنا مت فلا تؤذنن بي أحدا واذهب بي فاطرحني في لحدي.

صفحة ٢٢٣