أبو صالح، ماهان الحنفي أمر الحجاج بماهان أن يصلب على بابه، فرأيته حين رفع على خشبته يسبح ويهلل ويكبر، ويعقد بيده حتى بلغ تسعا وعشرين. قال: فطعنه الرجل على تلك الحال. قال: فلقد رأيته بعد شهر معقودا بيده تسعة وعشرين قال: كنا نرى عنده الضوء بالليل شبه السراج.
قال الشيباني،: دنوت من ماهان لما أراد أن يصلب فقال: تنح يا بن أخي لا تسأل عن هذا المقام.
قال التمار سألت ماهان الحنفي: ما كانت أعمال القوم? قال: كانت أعمالهم قليلة، وكانت قلوبهم سليمة.
من الطبقة الثانية عامر بن شراحيل الشعبي يكنى أبا عمرو
عن ابن سيرين قال: قدمت الكوفة وللشعبي حلقة عظيمة، وأصحاب رسول الله يومئذ كثير.
عن أبي مجلز قال: ما رأيت أحدا أفقه من الشعبي.
عن ابن شبرمة قال: سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته، ولا أحببت أن يعيده علي.
عن الشعبي قال: ما أروي شيئا أقل من الشعر، ولو شئت لأنشدتكم شعرا لا أعيده.
مكحول قال: ما لقيت أحدا أعلم بسنة ماضية من الشعبي.
ابن شبرمة قال: كنت أمشي مع الشعبي إلى أهله فقال لي: احملني أو أحملك، يعني حدثني أو أحدثك.
عن داود بن يزيد الأودي قال: قال لي الشعبي: يا أبا يزيد قم معي حتى أفيدك فمشيت معه وقلت: أي شيء تفيدني? قال: إذا سئلت عما لا تعلم فقل: الله أعلم به، فإنه علم حسن.
قال الشعبي: لو أن رجلا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن، فحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبل من عمره رأيت أن سفره لم يضع.
قال الشعبي: العلم أكثر من عدد القطر، فخذ من كل شيء أحسنه.
سعيد بن جبير
عن عبد الله بن مسلم قال: كان سعيد بن جبير إذا قام إلى الصلاة كأنه وتد.
عن القاسم بن أبي أيوب الأعرج قال: كان سعيد بن جبير يبكي بالليل حتى عمش.
قال القاسم بن أبي ايوب: سمعت سعيد بن جبير يردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله سورة البقرة آية 281 الآية.
صفحة ٢٠٥