وعنعنة المعاصر محمولة على السماع كما مر، إلا من المدلس.
وروايته عمن عاصره من غير تلاق أو من غير سماع هو: التدليس، وجمهور من قبل المرسل يقبله، لأنه نوع منه، سواء كان تدليس الإسناد، وهو: أن يروي عن شيخ شيخه مع إسقاطه.
أو تدليس الشيوخ، وهو: أن يسمي من روى عنه بغير اسمه المشهور، كأبي عبدالله الحافظ، يعني: الذهبي، تشبيها بالحاكم.
فأما تدليس العطف وهو: أن يعطف على من سمع منه من لم يسمع عنه موهما للسماع منه، نحو: حدثنا فلان وفلان وراء النهر.
وتدليس التسوية، وهو: أن يروي الحديث عن ثقة، والثقة يروي عن ضعيف عن ثقة، فيسقط الضعيف، فيستوي الإسناد كله ثقات فمردودان.
ثم الرواة إن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم، واختلفت أشخاصهم فهو (المتفق والمفترق)، وإن اتفقت الأسماء خطا واختلفت لفظا فهو: (المؤتلف والمختلف)، وإن اتفقت الأسماء واختلفت الآباء أو بالعكس فهو: (المتشابه).
[الجرح والتعديل]
ومن المهم معرفة أحوالهم جرحا وتعديلا، والجرح: إرتفاع أحد أركان العدالة، وهي: الإتيان بالواجبات واجتناب كبائر المقبحات وما فيه خسة، سواء كان معصية كالتطفيف بحبة، أو مباحا كالأكل في الطريق.
ومراتب [الجرح] خمس(1) وهي:
1 الوصف بأفعل كأكذب الناس، إليه المنتهى في الكذب، هو ركن الكذب، ونحوه كدجال، أو كذاب، أو وضاع، أو ما يفيد هذا المعنى صريحا.
صفحة ٢١