262

* شكوى ووصية

كتب رجل إلى (1) صديق له حكيما يشكو إليه ريب زمانه ، وضيق حاله ، ويسأله رأيه ، فرد له الجواب [فقال] (2): اعلم يا أخي إنما الناس بين رجلين : فواحد قدمه سعده ، وآخر أخره حظه.

فارضى بالحالة التي أنت عليها وإن كانت دون قدرك وأملك اختيارا منك ورضا وإن لم ترض اختيارا رضيت غصبا كارها غير مأجور.

** ومن كلام أهل الفضل :

الناس على دين ملوكهم في الخير والشر. قال أبو حازم : الملك كالسوق مهما نفق فيه جلب إليه.

قيل : / ولما ظفر عمر بن الخطاب بتاج كسرى وسواريه قال : إن الذي أدى هذا لأمين.

فقال له رجل : يا أمير [المؤمنين] ، أنت أمين الله يؤدون إليك ما أديت إلى الله ، فإن رتعت رتعوا.

** قيل :

ودخل مروان بن الحكم صنيعة له ، فأنكر شيئا من عامله (3) عليها ووكيله.

فقال له : إني لأظنك تخونني؟

فقال له : أتظن ذلك ولا تستيقنه؟

قال : أو تفعل؟

قال : نعم والله إني لأخونك وإنك لتخون أمير [المؤمنين] وأن أمير [المؤمنين] ليخون الله ورسوله ، فلعنة الله على أشر الثلاثة منا ، ثم أنشده ارتجالا :

إن الخيانة بعضها من بعضها

والناس فيها خائن للخائن

** وفي السر وكتمانه :

قال بعضهم : في كتمان السر نفع عظيم ، وحصن منيع ، فكل ما كتمته عن عدوك فلا تظهر عليه صديقك.

صفحة ٢٧١