============================================================
مقدمة التحقيق لييا مقدمت التحقيق بسه الله الرحمن الرحيه الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى، لا سنيما عبده المجتبى، ورسوله المصطفى، وعلى آل بيته الطيبين، وأصحابه المستكملين الشرفا.
وبعد، فإنه لا يخفى منزلة علم الحلال والحرام وسط سائر العلوم الإسلامية الأخرى؛ فإنه يعد أقدمها تاريخا، وأوسعها مادة، وأكثرها تنوعا، نشأ مبكرا وما زال إلى يومنا هذا، لا ينض معين الشريعة الغراء من إيجاد الحلول لمستجدات الحوادث والنوازل؛ فهو علم يبحث في جميع مسائل الحياة الاجتماعية، ويحدد الموقف الشرعي منها.
ولقد دعا الإسلام أتباعه إلى القراءة والتفقه في الدين والاستزادة من العلم، فبدأت حركة الفكر والتأليف مبكرا في صدر الإسلام، ونشأت المدارس الفقهية المتنوعة على أسس وقواعد مستنبطة من الوحي المنؤل (كتايا وشنة)، وظهر فقهاء عباقرة أثروا الحياة الإسلامية بل والإنسانية بمفاخر المؤلفات في ثستى النواحي والاتجاهات.
وإنه لمن أبرز تلك المدارس وأقدمها نشأة لمدرسة فقهاء الحنفية" أو لامدرسة أهل الرأي" التي نشأت بالكوفة، وكان على رأسها الإمام الأعظم والفقيه الأكرم أبو حنيفة النعمان، المتوفى سنة (150ه)، كما ظهر أصحاب له أمثال أبي يوسف ومحمد بن الحسن وزفر والحسن بن زياد، وغيرهم ممن ترتعوا على عرش تلك المدرسة؛ فأحكموا أصولها، وأسسوا قواعدها، وأعلوا بناءها، وؤضعت المصنفات التي تضمنت آراءهم في مختلف الوقائع والمستجدات.
صفحة ٣