============================================================
قسم الدراسة "امختصر الطحاوي في فروع الحنفية ألفه كبيرا وصغيرا"(1)، فكأنه في هذا تابع النديم في "الفهرست" على سبيل التقميش، كما أن عبارته خلست من أن ثم مختصرا أوسط للطحاوي، وأنهما مختصران لا ثلاثة، بل تجد في عبارته بعد ذلك اضطرابا حيث قال: "ورتبه"، و"أوله"، ولوقد أولع الناس بشرحه" بضمير الافراد، دون تحديد لمقصوده، وهذا يفيد بأنه مختصر واحد لا غير، وإلا لميز بينهم ولذكر مقدمات كل مختصر كما هو المعروف من عادته، وإذا انضم إلى ذلك ما لا يخفى على أهل الاختصاص والتحقيق ما في كتاب لاكشف الظنون" من التخليط والأوهام، إما منه أو متابعة لغيره دون تنقيح؛ لاطمأنت النفس إلى القول بأنه مختصر واحد.
3- أما ما قاله الأفغاني "وهذا هو المختصر الأوسط، واختار الأئمة للشروح أوسطها؛ لأن خير الأمور أوسطها" فكلام مرسل بلا برهان، وادعاء بلا دليل، ومجازفة بلا مناقشة، وترجيح منه بلا مرجح، لم يسبقه إلى ذلك أحد، ولقد أحسن حين قال: لولم أر من نص على هذا"؛ لأن الأمر على خلاف ما قال.
) أيضا ذكر الأفغاني في خاتمة ترجمته للطحاوي (ص14) أن هذا صفوة ما كتبه الشيخ محمد زاهد في ترجمة الطحاوي، ومن شاء زيادة الاطلاع فعليه بالحاوي في سيرة الإمام الطحاوي" له... وبالرجوع إلى "الحاوي" ص(38) لا تجد ذكرا للمختصرات الفقهية الثلاثة بل كان حديثه عن مختصر فقهي واحد حيث قال: "ومختصر الطحاوي في الفقه في المذهب على شاكلة مختصر المزني في مذهب الشافعي"، ثم أخذ في ذكر أماكن وجود نسخه الخطية، (1) وعبارته في لاسلم الوصول" (214/1) أوضح حيث قال: وله "المختصر الصغير" و"المختصر الكبير".
صفحة ٢١