============================================================
كما أن سيدنا الشيخ محيي الدين رضي الله عنه يقول بلغت بي الضائقة في غلاء نزل ببغداد آياما لا أكل فيها طعاما بل كيت أتتبع منبوذات(1) أطعمها فخرجت يوما من شدة الجوع الى الشط لعلي اجد ورق الخس والبقل وغيرذلك من المنبوذات أتقوت بها فما ذهبت الى موضع الاوجدت غيري قد سبقني اليه، وأن أدركت شييا وجدت جماعة من الفقراء ولاأستحسن مزاحمتهم علي فرجعت امشي وسط المدينة فلا أدرك موضعا قد كان فيه شيئ منبوذ الاوقد سبقت اليه ى وصلت الى مسجد السوق وقد اجهدني الجوع وعجزت عن التماساك فدخلت وقعدت في جانب منه وقد كثت أصافح الموت، إذ دخل علي شاب معه خبز رصافي وشواء وجلس يأكل فكئت أكاد كلما رفع يده باللقمة أتالم من شدة الجوع حتى أنكرت على نفسي وقلت ماهذا ماههنا إلا الله وما قضاه من الموت أذا التفت الي الشاب فرأني فقال بسم الله يا آخي فابيت عليه فالح علي فبدرت نفسي الى أجابته فأكلت وأخذ يسألني ما شغلك ومن أين أنت ومن تعرف فقلت أما شغلي فطالب علم وأما من أين فمن الجيل فقال لي وأنا من الجيل فهل تعرف شابا جيليا يسمى عبد القادر فقلت أنا هو فاضطرب لذلك وتغيرلونه وقال والله يا آخي لقد وصلت الى بغداد ومعي بقية نفقة لي فسالت عنك فلم يرشدنى احد الى أن نفذت نفقتى وبقيت بعدها ل ثلاثة أيام لا أجد ثمن قوتي الامن مالك معي فلما كان اليوم الثالث قلت قد تجاوزتني ثلاثة أيام لم (1) المنبوذات : وهي الخضروات وأوراق الأشجار الطافية في نهر دجلة،السامرائي، عبد الله، الشيخ عبد القادر الجيلاني، مخطوط ص 63.
صفحة ٩