بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدى العباد، الى منهج الرشاد، واهدى اليهم مايزيدهم هدى، والصبر والشكر و التقى وخيرالزاد، وأعانهم على ماهم فيه في جهد المجاهدة، والجهاد في منع العباد عن النفس ودفع الفساد، وجذبهم بخفي لطفه ووفي عطفه الى حضرة قدسه فظفروا بوصل غاية البغية، ال وفازوا بنيل غاية المراد، أتحفهم باللطائف والكرامات وشرفهم بالمراتب والمقامات، فلقبوا بالأقطاب والأحباب والأوتاد والأفراد، ورفع ذكرهم، كقدرهم حتى أنتشرت مناقبهم الجليلة، ال و أوصافهم الجميلة فكتبت على الطروس 1وعلقت بها النقوس، لما لها من روح الروح وعظيم القوائد، وصلاح العباد في المبدا والمعاد، فكيف لا وبها تنزل الرحمة، وتكمل النعمة فيذهب الخوف والحزن، ينزل الغيث بالمزن، كما قال وهو أصدق القائلين بسم اللله الرحمن الرحيم ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون) (2)، لأن من أحبهم فهومعهم، مقيم، وأنه مع من (1) الطروس نومفردها طرس بالكسر، وتعني الصحيفةم ويقال هي التي محيت ثم كتبت وكذا الطرس والجمع الطراس . الرازي، محمد بن ابي بكر(666د -1270م)، دار الكتاب العربي، بيروت، 1995، ص390.
(1) سورة يونس: الأية 62.
صفحة ١
============================================================
أحب وأراد، وأشهد أن لأله ألا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي من أتبعه وأحبه فقد اكتمل هداه، ومن أتبع هواه، فما له من هاد، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما.
أما بعد، فكيت قد سئلت أن اكتب بعض مناقب السيد الجهبذ العالم، الأمام الهمام، الشهم المقدام، شيخ الأسلام بركة الأنام، طراز حلة الايام، العارف الواصف، القطب الغوث الفرد النادر: الشيخ الامام أبي محمد محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه . فتوكلت على الله تعالى، رب الأرباب وملهم الصواب، وجمعت مايقرب من الفهم ويبعد الابهام، كي لاتحار الافهام، فتعدم الالهام، وسميت كتابي (مهجة البهجة ومحجة اللهجة) واتتخبتها من بهجة الأسرار، بعد أن حذفت الأسانيد وهذبتها وأضفت أضافات ملتقطة من بعض الكتب المعبرة.
كما قال رب العالمين: بسم الله الرجمن الرحيم: (فأما الزيد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)(1) وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب، وأياه أسأل وأتضرع ال وأتذلل، أن يجعله نورا وهدى، ولايتركه منسيا وسدى، وأن ينفع كل من له الهمة لفتح بابه من سائر طلابه، أن آجري الاعليه، آنه جواد كريم قريب ججيب.
(1) سورة الرعد: الأية14.
صفحة ٢
============================================================
الباب الثاني هو الشيخ محيي الدين ذكرنسبه وصفته رضي الله عنه هو الشيخ محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح موسى بن عبد الله الجيلي(1) بن يحيى الزاهد بن محمد بن داود بن موسى بن عبد اللله بن موسى الجون بن عبد الله المحض () بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب بن عبد المطلب بن هاشم (2) بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظر بن ككانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضربن نزار بن معد بن عدنان (2) القرشي الها شمي العلوي الحسني الجيلي البغدادي (1)ق: الحيلاني (2) ق: الخالص.
3م هشام.
(ا للتوسع انظر كتاب (الشيخ عبد القادر الكيلاني رؤية تاريخية معاصرة) من تاليف المحقق، نشر مؤسسة مصر مرتضى للكتاب0 201 بغداد:
صفحة ٣
============================================================
الحتبلي، سبط عبد الله الصومعي الزاهد(1)، ولد بالجيل وهي قرية بشاطىء الدجلة قرب المدائن على مسيرة ثلاث ليال تحت بغداد وهو الاصح لان كتب الاقدمين لم تنعته بالجيلاني نسبة جيلان بل الجيلي وهي نسبة جيل العراق والله اعلم(2) .
قال الشيخ موفق الدين بن قدامة المقدسي(2) رحمه الله، كان شيخنا محيي الدين عبد القادر ال رضي اللله عنه، نحيف البدن، ربع القامة، عريض الصدر واللحية طويلة، أسمر، مقرون الحاجيين، ذاصوت جهوري وسمت وقدر علي، وعلم وافي.
(1) عبد الله الصومعي بن ابي جمال بن محمد بن محمود من ذرية جعفر بن محمد بن علمي بن الحسين بن علمي (عليه السلام) وهوجد الشيخ عبد القادر لأمه والذي رباء صغيرا .ينظر: القادري، المصدر السابق ص89.
(6) جيلان بلاد متفرقة وراء طبرستان جنوب بجرقزوين، ويقال لها أيضا (كيلان) و(جيلان)، لذلك يقال في النسبة كيلاني أو جيلاني والجيل قرية من اعمال بغداد تحت المدائن والتسبة اليها جيلي ونحن ناخذ بقول المؤلف: ان ولادة الشيخ عبد القادر كانت في جيل العراق . ينظر ياقوت الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله البغدادي (ت626ه/1228م)، معجم البلدان ، ج2، دار صادر، بيروت،1977، ص49 وابن شاكر الكبي فوات الوفيات ج ص2 وحاجي خلفية كشف الظنون ج2 ص .34 ويوسف زيدان تحقيقه للديوان وكتابه عبد الكريم الجيلي الهيثة المصرية للكتاب القاهرة 1988ص5"وخاشع المعاضيدي من بعض انساب العرب بغداد1990ج6ص77 وابراهيم الدروبي المختصر في تاريخ شيخ الاسلام طبع بأكستان صه والمستشرقة جاكلين شابي، عبد القادر الجيلاني بين الحقيقة التا ريخية والاسطورة الادبية ص2اوهذا الرأي هو المعتمد لدى الاسرة الكيلانية، مقالة جيلان العراق لاجيلان طبرسان للمحقق، محلة فكرحر0 1201 وانظر كتابنا (جغرافية الباز الاشهب) فهودراسة مفصلة لهذه المسالة.
(1) المقدسي: هوعبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي، امام الحنابلة في دمشق، عالم جتهد، ولد سنة 561 ه وهوصاحب موسوعة (المغني) توفي عام 600ه؛ ينظر ترجمته الكتبي، محمد بن شاكر(ت "76 ه/1362م)، فوات الوفيات، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد.ج1، المكثبة التجار يةه القاهرة،1954، ص73.
صفحة ٤
============================================================
1 ال وسيل رضي الله عنه عن مولده(1)، فقال لا أعلمه حقيقة، لكني قدمت بغداد في السنة التي مات فيها التيمي(2) . وعمري انذاك ثماني عشرة سنة، ولما وضعته امه، أم الخير، فاطمة(2)، تقول غيرمرةه لما وضعت ابني عبد القادر كان لايرضع ثديي في نهاررمضان، وعم على الناس هلال رمضان ال و اشتهرفي ذلك الوقت انه ولد للأشراف (2) ولد لايرضع في نهار رمضان قال ولده عبد الوهاب(5) سمعت من مشايخ الجيل وعلمائها في رحلتي أليها، يروون عن أكا برهم، أنه كان لا (2) تذكربعض المصادرأنه ولد عام(470ه/1077م) وتوفي عام(61هه/1165م) ودفن بيغداد . أنظر السامرائي، يونس بن أبراهيم،الشيخ عبد القادر الجيلاني حياته وأثارهم مكتبة الشرق الجديد للطباعة، بغداد،1988، ص ص7-6.
(4) التميمي نهورزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي البغدادي، المقري المحدث، الفقيه الواعظ، وفي المنظم لا بن الجوزي أنه ولد عام40د/1002م، وتوفي عام 288ه/090ام. للتقاصيل ينظر: الكتبي، محمد بن شاكر، فوات الوفيات، جج(عص95 .
(3) فاطمة: وهي فاطمة بنت عبد الله الصومعي الزاهد الحسيني، والدة الشيخ عبد القادر الجيلاني، زاهدة عابدة لها حظ وافرمن الخير والصلاح، أنتقلت لبغداد وتوفيت فيها .ينظر ترجمة: التادفي محمد بن يحي (ت 963ه/1555م)، قلاند الجواهر في مناقب عبد.
القادر،دارالباز، فلوريدا،الولايات المتحدة الأمريكية،1998 ص5ء، الكيلاني، جغرافية الباز الاشهب، ص65 .
(5) ياقوت الحموي، معجم البلدان ص15 .
(6) عبد الوهاب بن عبد القادر الجيلاني، فقيه حتبلي ،ولد سنة 522 هم وسمع الحديث من كثير من العلماء منهم والده قام بالتدريس نيابة عن والده جياته، وبعد وفاته، توفي في سنة 593 ه؛ انظر، أبن العماد، أبا الفلاح عبد الحق الحتبلي (ت1089ه/1679م) ، شذرات الذهب في أخبار من ذهب ج، مكتبة المقدسي، القاهرة،1929، ص314 .
صفحة ٥
============================================================
يرضع في نهار رمضان، يعني والده الشيخ محيي الدين عبد القادر الجيلي رضي الله عته(1) .
ذكر الشيخ أبو الحاسن (2) عمر بن علي بن الخضر القرشي(2) الواعظ (4)، قال ما رأت عيناي أحسن خلقا ولا أوسع صدرا ولا أكرم نفسا ولا أعطف قلبا (5)، ولا أحفظ عملا وودا من الشيخ محيي الدين عبد القادر الجيلي رضي الله عنه()، ولقد كان مع جلالة قدره، وعلو منزلته وسعة علمه، يقف مع الصغير ويوقر الكبير مويبدأ بالسلام ويجالس الضعفاء ويتواضع للفقراء، وما قام لاحد من العظماء والاعيان (1)، ولا الم بباب وزيرقط ولاسلطان.
(1) أبوشامة، شهاب الدين أبو محمد عبد الرحمن (ت 665ه1269م)، الروضين في أخبار الدولين، المؤسسة المصرية للمأليف والنشر، القاهرة، 1962 ص12.
(2) أبو المحاسن :عمربن علمي بن الخضر القرشي، الحافظ الفقيه، محدث، سمع بد مشق، وحلب، والموصل والكوفة، وبغداد، ولي القضاء، توي سنة 575ه.
(3)م: أبو الظفر المتصور الواسطي: (4) ناقصة في (ق).
(5)ق: أرق.
(1) أبن الدبيثي، محمد بن سعيد، (ت 337 ه/1239م)، المختصر المحتاج من تارخ بغداد ، انتقاء الذهبي، ج3، تحقيق، مصطفى جواد، مطبعة الجمع العلمي، العراقي، بغداد، 1952، ص57.
(2)ق: عالي.
صفحة ٦
============================================================
وذكر الذهبي: عن ولده عبد الرزاق(1)، قال لم يحج والدي رضي الله عنه، بعد ان أشتهر(2) أمرهه الاحجة واحدة وكيت فيها قائد زمام راحلته في الرجعة، فلما كتا بالحلة(2)، قال لنا : انظروا افقربيت هنا، فوجدنا خربةك) فيها بيت من الشعر فيه شيخ وعجوزوصبية(5)، فاستاذنه والدي في النزول عنده فاذن له، هوومن معه في تلك الخرية .وجاء مشايخ الحلة، يومنذ ورؤساؤها واعيانها اليهموسالوه ان يتحول الى منازلهم(6)، هوومن معه، او الى غيرها، فابى وساق اهل البلد من الغنم والبقر والطعام والذهب والفضة والقباش شيئا كثيرا،ورحلوا له رواحل لأجل السفر، وهرع الناس اليه من كل جانب (2)، فقال الشيخ لمن معه، أنا قد خرجت عن نصيي من جميع ماهناك لأهل البيت، فقالوا له ونحن كذلك، فأمر بجميع (4) هوعبدالرزاق بن عبد القادرالجيلاني محدث، حتبلي، زاهد عايد، ولد عام 28هه توفي عام 603هجرية. ينظر ترجمة: الذهبي، شمس الدين محمد بن احمد بن عشمان (ت768ه/1347م) ،سيرأعلام التبلاء ج20، دار الرسالة للطباعة، بيروت، 1990 ص426؛ ابن رجب، زين الدين ابي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين الحتبلي، (ت795 ه/1392م)، الذيل على طبقات الحنابلةج2، القاهرة، 1952 ص6 . ابن العماد، المصدر السابق ج، ص4 .
(9) م نذاع.
(1) الحلة: من مدن العراق الكبرى، وهي اليوم مركر محافظة بابل . أنظر ترجمة : ياقوت الحموي، المصدر السابق جص128؛ مصطفى جواد وأحمد سوسة، خارطة بغداد، مطبعة الجمع العلمي العراقي، بغداد،1959 ص113.
(2)ق: غرفة.
3) ما: بت.
(4) م: دراهم.
را صوب.
صفحة ٧
============================================================
ماهناك، فأعطى لذلك الشيخ والعجوز والصبية، وبات ورحل في السحر(1)، قال فأستآجرت بالحلة بعد عدة سنين واذا بذلك الشيخ اكثرأهلها مالا(2)، فقال لي جميع ما ترى من بركة تلك الليلة، وأن تلك الماشية نتجت (2) ونمت وهذا كله منها . وذكر شيخ الأسلام ابن حجر(4) في (غبطة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادن)(5)، انه كان اذا آلم به نازل أوحادث، يحسن الوضوء ويصلي ركعتين لله تعالى، ويصلي على النبي (صلى الله عليه وأله وسلم) ثم يقول: دركني ضيم وأنت ذخيرتي ااظلم في البيداء وأنت نصيري وعارعلي راعي الحمى وهو بالحمى أذ ضاع في البيدا عقال بعيري (2) (6) م نالصبلح (7قنغنا.
(4)ق: انتجت.
(4) أبن حجر: شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن حجرالعسقلاني، الكثاني، الشافعي ،ولد في مصر سنة 773ه، عالم محدث ومؤرخ من مؤلفاته: فتح الباري، والأصابةم والدررالكامنة، توفي سنة 852 ه، ينظر ترجمة: أبن اياس، محمد بن احمد الحتفي(ت .ما، بداتع الزهورفي وقانع الدهور ج2م تخقيق محمد مصطفى، دارالكتب، القاهرة، 1952 ص ص(7_ 32)؛ الشوكاني، محمد بن علمي بن محمد(ت1255ه/1839م)، البدر الطالع، جامدار الكتب للطباعه، القاهرة1946، ، ص87 .
(5) ما زال مخطوطا نسخة منه في المكثبة القادرية تحت رقم 1123 ص10.
(6) الجيلاني، عبد القادر حديوان عبد القادرالجيلاني تحقيق يوسف زيدان، دارالجيل، بيروت، 1983 ص193.
صفحة ٨
============================================================
كما أن سيدنا الشيخ محيي الدين رضي الله عنه يقول بلغت بي الضائقة في غلاء نزل ببغداد آياما لا أكل فيها طعاما بل كيت أتتبع منبوذات(1) أطعمها فخرجت يوما من شدة الجوع الى الشط لعلي اجد ورق الخس والبقل وغيرذلك من المنبوذات أتقوت بها فما ذهبت الى موضع الاوجدت غيري قد سبقني اليه، وأن أدركت شييا وجدت جماعة من الفقراء ولاأستحسن مزاحمتهم علي فرجعت امشي وسط المدينة فلا أدرك موضعا قد كان فيه شيئ منبوذ الاوقد سبقت اليه ى وصلت الى مسجد السوق وقد اجهدني الجوع وعجزت عن التماساك فدخلت وقعدت في جانب منه وقد كثت أصافح الموت، إذ دخل علي شاب معه خبز رصافي وشواء وجلس يأكل فكئت أكاد كلما رفع يده باللقمة أتالم من شدة الجوع حتى أنكرت على نفسي وقلت ماهذا ماههنا إلا الله وما قضاه من الموت أذا التفت الي الشاب فرأني فقال بسم الله يا آخي فابيت عليه فالح علي فبدرت نفسي الى أجابته فأكلت وأخذ يسألني ما شغلك ومن أين أنت ومن تعرف فقلت أما شغلي فطالب علم وأما من أين فمن الجيل فقال لي وأنا من الجيل فهل تعرف شابا جيليا يسمى عبد القادر فقلت أنا هو فاضطرب لذلك وتغيرلونه وقال والله يا آخي لقد وصلت الى بغداد ومعي بقية نفقة لي فسالت عنك فلم يرشدنى احد الى أن نفذت نفقتى وبقيت بعدها ل ثلاثة أيام لا أجد ثمن قوتي الامن مالك معي فلما كان اليوم الثالث قلت قد تجاوزتني ثلاثة أيام لم (1) المنبوذات : وهي الخضروات وأوراق الأشجار الطافية في نهر دجلة،السامرائي، عبد الله، الشيخ عبد القادر الجيلاني، مخطوط ص 63.
صفحة ٩
============================================================
اكل فيها طعاما وقد أحل لي الشارع اكل المية فأخذت من وديعتك ثمن الخبز والشواء فكل طيبا فانما هولك وانا الان ضيفك بعد أن كان في الظاهرلي وانت ضيفي. فقلت وماذاك فقال ان امك وجهت لك معى ثمانية دنانير فاشتريت منها هدا الطعام أنا معتذر به اليك من خيانتي لاك مع فسحة الشرع لي فى بعض ذلك وطيبت من نفسه من طعامنا مادفعته اليه مع شيئ منه لأذهب فقبله وأنصرف . وذكرأيضا، أن الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه، اذا جاء أحدهم بذهب(1)م يقول له ضعد تحت الوسادة ولانمسه (2) فاذا جاء خادمه قال خد ماتحت الوسادة وأعطه الخباز والبقال وكان غلامه يقف عند باب دار الشيخ والطبق فيه خبزوكان اذا جاء* خلعة(2) من الخليفة يقول أعطوها الطحان وكان له حتطة(2) مرباة من الحلال بيد بعض أصحابه يطحنها ويخبزله كل يوم أربعة أرغفة أوخمسة ويأتي بها في آخر(5) النهارالى الشيخ فكان الشيخ يفرق منها على من حضره كسرة كسرة والباقي يد خره لنفسه وكان آذا (1)ق : بشين (2) م نولا يلمسه: (2) م حلة الخلعة هدية يهبها الخليفة لمن يريد من الزاترين له وغير ذلك من الناس وتكون شييأ ثمينا من الحاجات. ينظر ترجمة شعبان محمد عبد الحي محمد، التارخ الأسلامي تفسيرجديد،الأهلية للنشر، بيروت، 1983 ص123.
(4) نبات معروف موسميا في العراق، ينظر: الكبيسي حمدان عبد الجيد، الخراج، بغدداد،1998 ص65.
(5) ناقصة في(ق).
صفحة ١٠
============================================================
أهديت له هدية يفرق(1) منهاعلى من حضره ذلك الوقت وكان يقبل الهدية ويكافى عليها ويقبل (2) النذور ويأكل منها .
وقال أبوصالح نصر(2) بأخبرنا أبي قال: كمت مع والدي الشيخ عبد القادر الحيلي (رضي الله عنه) في الجامع(2) يوم الجمعة فأتاه تاجر فقال له أن معي ما لا أريد أن أعطيه للفقراء والمساكين(5) من غيرالزكاة وما وجدت له مستحقا فمرني أن أعطيه لمن تريد فقال له الشيخ أعطه لمن يستحق ال ولمن لايستحق والاجرعلى الله قال ورأى فقيرا مكسور القلب ماشانك قال مررت بالشط(2) وسألت ملاحا أن ينقلني الى الجانب (1) الآخر فابى انكسر قلبي لفقري فلم يم كلام الفقير حتى
دخل رجل معه صرة فيها ثلاثون دينارانذراللشيخ فقال الشيخ لذلك الفقيرخذ هذه الصرة
ال و أذهب بها الى الملاح وأعطيها له وقل له لاترد فقيرا أبدا وخلع الشيخ قميصه وأعطاء(4) للفقير.
(6) م: يوزع.
(7)ق: يرضى: (3) هو أبوصالح نصربن عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلاني، فقيه، واعظ حتبلي، قاضي القضاة، ولد سنة 604ه، تفقه على أبيه وتكلم في مسائل الخلاف وسمع الحديث توفي ستة 633ه . ينظر ترجمة: أبن الدبيثي، المصدرالسابق، جص201.
(4)ق :المسجد.
(1)ق: الححتاجين (2) م : بالتهر.
(3)الصوب.
)ق نوهبه.
صفحة ١١
============================================================
وكان الشيخ عدي بن مسافر (1) رضي الله عنه يقول : كانت الاوقات التي جالسنا فيها الشيخ عبد القادر رضي الله عنه كانها في المنام كانت أخلاقه رضية، وأوصاف زكية ونفسه أبية وكفه سخية وكان يأمربمد السماط ويأكل مع الأضياف ويجالس الفقراء والضعفاء ويعود المرضى (4) ويصبرعلى طلبة العلم، لايظلم جليسه أن أحدا أكرم عليه منه، ويتققد من غاب من صحابه (4)، ويسال عن شؤونهم ويحفظ وذهم ويعفوعن سياتهم ويصدق من حلف ويخفي علمه فيه ومارايت اشد مته حياء(").
وكان الشيخ عمر السهروردي(5)، (5ا عدي بن مسافر الأموي: كان عالما متبصرا في علوم الشريعة، راسخا في الزهد، من كبارأصحاب الشيخ عبد القادر وهومن مواليد الموصل ظل متفرغا للتربية والتدريس الى أن وافته منيته في جبال الموصل ودفن فيها سنة 557 ه، ينظر ترجمةةالتادفي، المصدر السابق ص98.
(2) م بيراجع.
(2) طلابه.
(4)ق : خجلا: (4) شهاب الدين معمر بن محمد بن عبد الله السهروردي البكري الصديقي ولد سنة 39 5 ه، أخد العلم والفقه والحديث من عمه أبي النجيب السهروردي والشيخ عبد القادر، حتبلي المذهب، شيخ صالح ورع، توفي في بغداد سنة 632ه/1234م ومد فون في منطقة تعرف بأسمه الان(الشيخ عمر) ينظر: شهاب الدين السهروردي، عوارف المعارف دار الكثاب العربي للطباعة، بيروت،1966.ص12
صفحة ١٢
============================================================
اذا ذكر الشيخ عبد القادر (رضي الله عنه) ينشد(1) .
الحمد لله اني في جوارفتى ما في الحقيقة نفاع وضرار لا يرفع الطرف الاعند مكرمة من الحياء ولايغظى علي عار ال وسيل عنه الشيخ أبو مدين رضي الله عنه(1) فقال كان ظاهر الوضاءة دائم البشرة كثير البهاء شديد الحياء مارأيت أنزه لسانا ولا أظهر (2) لفظا منه وكان يقول: أن الشيخ عبد القادر رضي (1) الجيلاني، عبد القادر، ديوان الشيخ عبد القادر الجيلاني ص 03اويوسف زيدان، عبد القادر الجيلاني بازالله الاشهب ،دار الجيل ببروت 1991ص44.
(2) أبومدين ، شعيب بن حسين الأتدلسي، ولد ونشأ في الأندلس ودرس فيها المذهب المالكي، سلك طريق الزهد، وساح في المغرب الى أن أستقرفي تلمسان (في الجزائر) من كبار تلاميذ الشيخ عبد القادر، توفي سنة 90 هه ودفن في تلمسان. ينظر: الذهي، سير أعلام التبلاء، ج6 ص93.
7 مباين..
(4 م نطيب: (5)ق :السداد: (3ق نالحق.
* ترجمنا لابي مدين بشكل مفصل في دراستنا لسيرة الشيخ عبد القادر الجيلي ، بداية هذا الكتاب فلتراجع
صفحة ١٣
============================================================
الله عنه سريع الدمعة شديد الخشية كثير الهيئة مجاب الدعوة كريم(1) الأخلاق طيب الأعراق أبعد الناس عن الفحش أقرب الناس للحق شديد البأس آذا أنتهكت محارم الله عزوجل و لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لغير ربه ولايرد سائله كان التوفيق (2) رائده والأنس نديه والبسط نسيمه والصدق (2) رايته والفتح بضاعه والذكر وزيره والفكر سميره والمكاشفة غذاءه والمشاهدة شفاءه وأداب الشريعة ظاهره وأوصاف الحقيقة سرائره وانشد فيه: له أنت لقد رحبت جنابا وشرفت أصلاطا رانصابا و عظمت قدراشامخا حتى أغتدى قوس الغمام لاخمصيك ركابا ال و بنيت بيتا في المعالي أصبحت زهر الكواكب حوله أطنابا ياملبس الدنيا برونق جده بعد المشيب (4) نضارة وشبابا(5) قال الشيخ موفق الدين بن قدامة المقدسي دخلنا بغداد سنة أحدى وستين وخمسمائة فأذا بالشيخ عبد القادر مما أنتهت اليه الرتاسة(1) بها علما وعلا وحالا وأستفتاءا، كان يكفي طالب (4) م اليياض.
صفحة ١٤
============================================================
العلم عن قصد غيره من كثرة ما آجتمع (2) فيه من العلوم والصبر (2) وسعة الصدر وكان مليء العين وجمع الله فيه أوصافا جميلة وأحوالا عزيزة ما رأيت بعده مثله ،وقال: كان الشيخ رضي الله عنه سكوته اكثر من كلامه.
وكان يتكلم (4) على الخواطر وله قبول تام(5) ولا يخرج من مد رسته ألايوم الجمعة الى الجامع(2) أو اى رباطوتاب على يديه (7) معظم أهل بغداد، وأسلم(4) معظم اليهود والنصارى فيها على يده وكان يصدع(4) بالحق على المنبروينكر على من يوالي الظلمة، قال الأمام شيخ الأسلام شهاب الدين أحمد بن حجر الشافعي العسقلاني رحمه (1)ق : الزعامة .
(2) ق : العلوم، مبالجمع.
(4)ق نيحدث.
(5) منالرضا: (ي) م: المسجد.
(5 مابيده.
(4 قنامن.
()قنيتطق.
صفحة ١٥
============================================================
الله ن في غبطة الناظر، توفي رضي الله عنه بعد ان انقضى عمره النفيس ببغداد ليلة السبت ثامن شهر ربيع الاخرسنة احدى وسنين وخمسمائة ودفن في الليل بمدرسته بباب الازج(1) ببغداد .
وذكر العلامة شمس الدين أبو المظفر يوسف سبط ابن الجوزي(2) رحمه الله في تاريخه الموسوم بمراة الزمان في ذكر من توفى في سنة أحدى وسين وخمسمائة ود فن ليلا لكثرة الزحام فأنه لم يبق بغداد أحد إلاجاء وأمتلات الشوارع والأسواق فلم يمكن من دفنه في النهار وكذا قال أبن الأثير(2) وابن كثير(4) في تواريخهما المعروفة قال الأمام الذهبي أبو عبد الله: صلى عليه ولده
عبد الوهاب وكان يوما مشهودا رضي الله عنه(5).
(1) باب الأزج: محلة كبيرة في بغداد الشرقية وتعرف حاليا بمحلة باب الشيخ نسبة الى الشيخ عبد القادر الجيلاني، ينظر: ياقوت الحموي، المصدر السابقج ص24.
(1) سبط أبن الجوزي: شمس الدين يوسف قزاوغلي البغدادي حفيد أبن الجوزي (من أمه) مؤرخ وفقيه،ولد ببغداد سنة 582 ه، أتقل الى دمشق وأستقربها للوعظ والأرشاد وهو صاحب التاريخ الكيير (مراة الزمان)، توفي سنة 654ه/1256م، ينظر: سبط اين الجوزي، مرأة الزمان ،داترة المعارف العشماني، حيدرآباد، د.ت جه بص ص265-264.
(2) ابن الأثير: المصدر السابق ج7 ص139.
(3) ابن كثير، اسماعيل بن عمرابوالفدا (774ه/ 1372م)، البداية والنهاية، ج، مطبعة السعادة، مصر، ص455 .
(4) الذهي : سير أعلام التبلاء، ج13 ص 322.
صفحة ١٦
============================================================
فصل واعلم امدك الله برفده قال رضي الله عنه : وأعلم أمدك الله برفده(1)، وجعلك من جنده، أن يد القدرة(2) استخرجت من البحرالتبوى، درقييمة عقدها، وفريدة ججدها، ونسيجة وحدها، ووحيدة (1ق: بعلمه.
(4)ق: الله.
صفحة ١٧
============================================================
فردها، وأستخلصها(1) مالكها(2) لنفسه، وطهرها بجوار قدسه، وذرها ببهجة أنسه، وصفاها بجبه، واصطفاها لقربه، أصطنعها(2) لحضرته، وجذبهاك) لرحمه، وناداها بفضله، وباراها بوصله، واودعها من علمه(5) وسره، معادن والبسها من نوره وخيره محاسن، فبرزت طلاتعها في مواكب المعالي(6) والمفاخر، وأسفرت عن صحيح (1) طاعة، الشيخ محيي الدين عبد القادر، فتلقته أيدي(4) الكرامة والتوفيق خلفه وأمامه، ولم يزل مربى في حجر الكرم(1)، مغذى بلبان النعم، محفوظا بالرعاية، محفوظا بالحماية ملحوظا بالعناية. وقدم رضي اللله عنه الى بغداد سنة ثمان واربعين واربعماثة، فياله من قادم تواترت بقدومه، مقدمات السعادة، لارض نزل بلادها وترادفت(10) عليها سحائب الرحمة، وتضاعفت بها بروق الهدى فأضاءت(11) (3) م وجعلها.
(4) م: الله: (قام وصعها.
(7) م ووضعها.
(4)م بعمله.
(4) ق نالعلالي: بصحة.
(1) م بأيادي.
(1) م نالكرام.
(16)م : وتجمعت.
(11) م: فتورت.
صفحة ١٨
============================================================
ابدالها وأوتادها، وتتابعت اليها وفود المعالي. وفي جيد منازلها من مجده قلاتد وساكيته الفضائل وفي تاج راس مراتبها من علاه فرائد، فقلب(1) يورده، صدره بالبشر متواجد ولسان ثغره بأقبال وجهه ينطق لله (2) بالحامد: بمقدمه أنهل السحاب وأعشب (2) البلد وزال الغي(2) وأتضح الرشد فعيدانه رند وصحراؤه حى وحصبائه در وامواجه شهد پييس به صدر البلد صباية وفى قلب نجد من محاسنه وجد ال و في الشرق برق من محاسن نوره وفي الغرب(4) من ذكرى جلالته وعد ولما علم أن طلب العلم فريضة، وشفاء الأنفس(2) المريضة.
إذ أوضح مناهج التقوى سبيلا وأبلغها حجة، وأظهرها دليلا وأرفع معارج اليقين، وأعلى مدار المتقين وأعلى مناصب الدين، وأفخرمراتب المهتدين، وهوالمرقاة (2) الى مقامات القرب ال و المعرفة، والوسيلة الى التولي بالحضرة المشرفة، شمرعن ساق الأجتهاد في تحصيله وسارع في (1)ق تالبلاد .
(2)ق نللحق (3)ق نوأزهر.
(4) ق : الظلم.
(5)ق:المغارب.
() م :التفوس: (2)ق: المرضاة.
صفحة ١٩
============================================================
طلب فروعه وأصوله، وقصد الأشياخ الأنمة، أعلام الهدى، علماء الأمة فأشتغل بالقرأن العظيم، حتى اتقنه(1) وعم بدرايته سره وعلنه وتفقه بابي الوفاء علي بن عقيل البغدادي(2)، و أبي الخطاب محفوظ بن آحمد الكلواذي (2)، والشريف البعقوبي(2)، وحماد بن مسلم الدباس()، ال و ابي محمد بن جعفر بن احمد البغدادي السراج()، وابي سعيد المبارك المخرمي(1).
(4)ق بحفظه.
(1) أبو الوفاء: علي بن عقيل بن عبد الله البغدادي، شيخ الحنابلة مولد ببغداد سنة 431ه/1023م وكان حافظا للحدود، ماخلف سوى كتبه وثيابه، توفي سنة513ه/1115م . ينظر ترجمة : الذهيي، سيرأعلام التبلاء ج (ص 326؛ أبن العماد، شذرات الذهب، ص35.
(1) الكلواذي : أبو الخطاب محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلواذي، ولد سنة (632ه/1034م) أحد أمة المذهب الحتبلي وأعيانه، كان عالما بالحديث والفقه مذهبا وأصولا توفي سنة(510ه/112م) .ينظر ترجمةة الذهبي، سيراعلام التيلاء، ج13 ص 368؛ إين العماد، المصدر السابق بجا بص 27.
(2) الشريف البعقوبي: أبو المكارم محمد بن أحمد البعقوبي من ذرية النفس الزكية بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) ،وهومن شيوخ الشيخ عبد القادر الجيلاني، توفي في بعقوبة عام 0 55ه/1152م)، وهو من أشهر تلا ميذه الأمام أ بي أدريس عليي الحسني البعقوبي دفين بعقوبة .ينظر : ابن رجب، الذيل على طبقات الحتابلة ج1 ص116.
(2) الدباس بحماد بن مسلم الدباس: من أهم أساتذة الشيخ عبد القادر وتأثربه كثيرا من أهل الأستقامة والمعرفة، كان مشهورا، شيخ العارفين في زمانه توفي سنة(525ه/1127م) .ينظر: الذهبي، سيراعلام النبلاء،ج1ص594؛ إبن العماد، المصدر السابقج ص73.
(4) السراج نجعفر بن أحمد البغدادي، محدث، فقيه ، ولد سنة(617ه/1019م)، من أعلام بغداد في عصره، كان ممن يفتخر بمجا لسته توفي سنة(500ه/1102م) يتظرترجمة: الذهبي،سيراعلام التبلاء ج13 ص228 13
صفحة ٢٠