بدأ إقبال التعليم في طفولته على أبيه، ثم أدخل مكتبا ليتعلم القرآن. ولا ندري كم حفظ إقبال من كتاب الله في طفولته. ولا ريب أنه حفظ كثيرا منه في هذه السن وبعدها؛ إذ كان في كبره يعلم القرآن. وكثرة اقتباسه من القرآن في شعره تدل على أن القرآن كان في قلبه ولسانه. ثم أدخل الصبي مدرسة البعثة الأسكوتية
1
في سيالكوت. ويقال إن أباه أدخله هذه المدرسة؛ ليكون في رعاية صديقه مير حسن. وكان أستاذا أديبا متضلعا في الأدب الفارسي عارفا بالعربية.
وقد امتاز إقبال بذكائه وجده، ففاق أترابه، ونال جوائز كثيرة.
ومن نوادره أنه وهو في سن العاشرة، جاء إلى المدرسة متأخرا فسئل عن تأخره فقال: الإقبال يأتي متأخرا.
وحينما كان في السنة الرابعة - في نظام التعليم في هذه المدرسة وليست بعيدة من الرابعة في التعليم الابتدائي عندنا - أخذه والده إلى صديقه مير حسن وقال: أريد أن تعلمه الدين بدل ما يتعلمه في المدرسة. فأجاب الأستاذ مبتسما: هذا الصبي ليس لتعليم المساجد وسيبقى في المدرسة.
ولبث إقبال من ذلك الحين إلى أن أتم الدراسة في كلية البعثة الأسكوتية في رعاية مير حسن وتأديبه.
ورأى الأستاذ من ذكائه ومخايله، بل من قوله وفعله، ما زاده إعجابا به وتأميلا فيه؛ فعني بتلقينه الدين والعربية والفارسية.
ولما رآه ينظم الشعر وعرف موهبته فيه، أرشده وحرضه وحسن له أن ينظم باللغة الأردية مكان البنجابية.
مير حسن
صفحة غير معروفة