والعلة الثانية أنه لما كان الفلك وما فيه من الكواكب دائم الحركة على هذا العالم وكانت هذه الكواكب الثابتة في فلك واحد وحركة كل واحد منها مثل حركة صاحبه وبعد كل كوكب من صاحبه على حالة واحدة لا يزداد قربا ولا بعدا على ما كان وما لم يزل عليه وهي بطيئة الحركة قليلة اختلاف الحالات وهذه الكواكب السبعة كثيرة اختلاف الحال وهي أسرع كواكب الفلك حركة ولكل كوكب منها فلك خلاف فلك صاحبه وسير في غير طريقة صاحبه وعلى خلاف سيره وحالات كل كوكب خلاف حالات صاحبه في جرمه وحركته وهي سريعة التغييرات والانتقال من موضع إلى موضع ومن حال إلى حال كالاستقامة والمقام والرجوع والصعود والهبوط والتشريق والتغريب وهذه الكواكب السبعة لا تسكن عن الحركة واختلاف الحالات على هذا العالم وكان هذا العالم لا يسكن عن الكون والفساد والتغييرات من حركات الفلك والكواكب له علموا بكثرة حركات هذه الكواكب السبعة السريعة السير واختلاف حالاتها أن لها الدلالة العامية على كل شيء في هذا العالم من الأشياء السريعة التغييرات والكون والفساد وأن للكواكب الثابتة البطيئة الحركة القليلة التغييرات الدلالة على الأشياء الخاصية البطيئة الكون والفساد
صفحة ٢٢٨